من السعودية: لا . . لسنا أعداءك يا مصر . . !

بأسى بالغ اطلعت على بعض المقالات التى نشرت هنا فى اليوم السابع، والتى توافقت كذلك مع بعض الآراء الحوارية التلفزيونية التى عرضتها القنوات الفضائية المصرية الخاصة حول موضوع العدائية التى تكنها الدول العربية لمصر الشقيقة على خلفية أحداث مباراة مصر مع الجزائر. حيث أجمعت تلك الآراء على وجود أحقاد دفينة تجاه أبناء النيل. وقد استندت تلك الآراء التى تتهم الدول العربية بالكراهية لمصر وللمصريين على عدم وجود بيان رسمى من قبل أى حكومة عربية يندد بالأحداث الغوغائية التى قامت بها الجماهير الجزائرية تجاه المصريين فى السودان.
وللرد على هذا الأمر، أقول أنه لا يمكن بأى شكل من الأشكال أن تقوم أى حكومة عربية بشجب هذه الأحداث، لأن ذلك معناه وقوفها مع دولة عربية ضد دولة عربية أخرى، وهذا سوف يسبب مزيداً من الانشقاق فى الصف العربى الذى لا يحتمل فرقة أكثر. وعلى هذا الأساس تبقى مسئولية التصدى لهذه الأحداث من مهام جامعة الدول العربية الجهة المخولة عربياً بمعالجة مثل هذه الأمور دون أى يكون هناك أى حساسية تجاه قراراتها كونها تضم كل العرب.
أما فيما يخص الآراء الشعبية فى الدول العربية وانقسامها ما بين مؤيد للجزائريين ومتعاطف مع المصريين، فهذا أمر يعود للضمير الحى النقى والنية الصادقة وقد لا أملك الحق فى مصادرة أراء الآخرين فى الدول العربية، لكننى يمكننى أن أوضح حقيقة مهمة تتعلق بموقفنا نحن فى السعودية تجاه هذه الأحداث، حيث اتفقت معظم الآراء على إدانة تلك التصرفات الخارجة عن الروح الأخلاقية والمبادئ الإنسانية والأسس الإسلامية، فى حين شذت بعض الآراء عن هذا الرأى لأسباب عنجهية تمثل طبيعة بعض الأشخاص الذين تعودوا أن يروا أنفسهم فوق الجميع، حتى نحن الذين نقطن فى الحجاز كثيرا ما نعانى من عنجهيتهم وتبجحهم، وكثيرا ما جردونا من وطنيتنا .. هذه الآراء الصادرة عن هذه الفئة هى النشاز الوحيد فى الرأى الشعبى العام فى السعودية الذى يستنكر أى تصرفات عنترية وهمجية كالتى صدرت من الجزائريين، ولذلك أقول نحن لسنا أعداء لك يا مصر بل تربطنا علاقات لها جذور تاريخية، وهناك روابط عائلية أيضا بين الشعبين، ناهيك عن وجود ما يقارب مليونى مصرى فى المملكة يعملون فى عدة مجالات ويعيشون بيننا كإخوان وأشقاء، كما أن مصر تشكل جهة أساسية فى السياحة لدى السعوديين. وبالرغم من حصول بعض المشكلات سابقا بين الشعبين، إلا أن العلاقات تبقى قوية للأبد ولم تتغير.