فى 8 إبريل سنة 1970 أغارت طائرات الفانتوم الإسرائيلية على مدرسة بحر البقر الابتدائية التابعة لمركز الحسينية شرقيه لتقتل نحو 30 تلميذا وتلميذة وتصيب العشرات فى مشهد مروع أدمى قلب مصر على زهرة شبابها دون أن يهتز الغرب المؤيد لإسرائيل على طوال الدوام وقد تنصلت إسرائيل تلك الدولة الغاصبة من مسئوليتها عن مذبحة بحر البقر تحت مسمى أنها قصفت أهدافا عسكرية, وتبقى تلك المذبحة ضمن مذابح كثيرة ارتكبتها إسرائيل دون مساءلة بداية من مذابح دير ياسين وهو ما يجعل حتمية الثأر هو الخيار الأوحد فى ظل دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية الدائم لآلية الشر الإسرائيلية. مذبحة بحر البقر وجع لا يفارق فى قلوب المصريين وقد اختلطت دماء الأطفال بالكتب والكراريس وتهدمت مدرستهم فوقهم والعالم بأسره أصم تجاه جريمة من جرائم كثيرة لم تجد إدانة أو مساءلة لإسرائيل وقد خفف نصر أكتوبر سنة 1973 قليلا من آلام المصريين ويبقى بقاء إسرائيل الدائم مستمرا لأجل غير مسمى انتظارا لتوحد العرب لأجل تحرير فلسطين من عدو غاصب لعين. فى ذكرى مذبحة بحر البقر حال العرب يزداد سوءا ومصر تواجه عدوا جديدا يربض فى ثراها الطاهر بإرادة وعزة لا يلين وتبقى كلمات صلاح جاهين عما حدث فى بحر البقر تثير الشجن المقترن بالألم فى قصيدته الشهيرة التى نشرتها جريدة الأهرام فى أعقاب مذبحة بحر البقر وقد قال "الدرس انتهى لموا الكراريس" العنوان وحده يكفى فقد اغتيلت البراءة جهارا نهاراً فى مذبحة نكراء ارتكبتها الدولة العبرية على نحو يستلزم دوام التذكير بها وبكل جرائم إسرائيل حتى لا ننسى.