سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أطباء نفسيون: انتشار الاكتئاب والقلق والإدمان نتيجة لعدم الاستقرار السياسى وتزايد أعمال العنف المجتمعى.. والانتخابات الرئاسية الأمل الوحيد للشعور بالطمأنينة والأمان
يوماً بعد يوم تتعرض البلاد لمزيد من عدم الاستقرار وزيادة العنف الناتج من بعض التيارات أو الجماعات التكفيرية، مما يؤدى لوجود حالة من الفزع والخوف من المستقبل وفقدان الأمل والشعور بعدم الأمان، فجميع هذه العوامل أدت إلى انتشار الأمراض النفسية، نتيجة عدم الاستقرار بالمجتمع، ومنها القلق والاكتئاب والإحباط والعنف والغضب. من جانبه أكد الدكتور هاشم بحرى، رئيس قسم الطب النفسى جامعة الأزهر، أن الأمراض النفسية التى انتشرت فى الآونة الأخيرة فى المجتمع نتيجة لبعض الأسباب المحيطة بنا، ومنها القلق والاكتئاب، حيث يشعر الشخص بمخاوف من المستقبل، لذلك لم يشعر الشخص بالأمان، لأنه لا يعلم ما يخبئه له المستقبل، ولا يعلم الأخطار المحيطة به من أين ستأتى، فالشعور بالقلق يكون نتيجة لعدم قدرته على التعامل مع الأزمات. وأضاف "بحرى" أن الاكتئاب شعور بالفشل واليأس والإجهاد والحزن على ما وصل إليه الشخص، نتيجة الخطوات المتواصلة التى تمر بها البلاد، فإنها لا تشجع على الإحساس بالسعادة، وذلك نتيجة لممارسات العنف التى تتم فى الشارع المصرى من قبل التكفيريين. وأوضح رئيس قسم الطب النفسى بجامعة الأزهر أن من الأمراض النفسية التى تتواجد الآن فى المجتمع "العدوان والغضب"، فأصبح الأشخاص فى الشارع المصرى لديهم عنف وغضب يمارسونه على أنفسهم، ويكون غضبا خارجيا متمثلا فى التحرش وهتك العرض، أما الغضب الداخلى فيكون عن طريق الإدمان وانتشار المخدرات بصورة خطيرة. وأكد "بحرى" أن من الأسباب المؤدية لانتشار الأمراض النفسية فى المجتمع تكون نتيجة لتعرض الشعب لضغوطات نفسية، دون أن يوجد لها حلول، وتزداد هذه الضغوطات يوماً بعد يوم، لأن الشخص لا يشعر بإحساس الانفراج أو وجود حل قريب لهذه الضغوطات التى تتعثر، مشيراً إلى أن الحل لعلاج هذه الأمراض هو استقرار البلاد اقتصادياً وسياسياً وتعليمياً، لأن الشعب يوجد عنده عجز لأن الدولة لم تعلن احتياجها ولم تقم بعمل خطوات إيجابية لحل المشاكل التى توجد فى المجتمع. لذا يوصى "بحرى" بضرورة تفكير الحكومة وتجد حلولا للأزمات التى تمر بها البلاد، وتجعل الشعب يشاركها فى حل هذه المشاكل، مضيفا أن الانتخابات الرئاسية القادمة ستكون خطوة إيجابية للخروج من النفق المظلم وإعطاء الأمل للشعب مرة أخرى لبداية مرحلة جديدة للنهوض بالبلاد. وفى السياق ذاته، أكد الدكتور محمد عادل الحديدى، أستاذ الطب النفسى بجامعة المنصورة، أن الأمراض النفسية التى أصبحت أكثر انتشارا فى المجتمع المصرى خلال هذه الفترة، والتى تم إحصاؤها من خلال العيادات النفسية والمستشفيات النفسية، هى أمراض القلق والتوتر والاكتئاب وتعاطى المخدرات والإدمان. الدكتور محمد عادل الحديدى أستاذ الطب النفسى بجامعة المنصورة وأوضح "الحديدى" أن الأسباب التى أدت إلى انتشار تلك الأمراض أن المجتمع يواجه ظروفا من التوتر والقلق، يصاحبها عدم استقرار، وعدم الإحساس بالأمان فى الشارع، ووجود مشاهد عنف فى الصحف والتليفزيون والشارع، كل هذه الحالات تساعد على انتشار نوع من القلق وعدم الارتياح وانخفاض مستوى الدخل وارتفاع الأسعار، وبذلك تزداد المتطلبات التى لم يستطيعوا تحقيقها نتيجة الدخل القليل الذى يسبب الضغوط النفسية. وأشار "الحديدى" إلى أنه فى حالة استمرار القلق والتوتر لفترات طويلة يؤدى ذلك لارتفاع نسبة الاكتئاب التى تؤدى لوجود حالة من الفتور، وفقد الأمل فى تغيير المستقبل، مما يؤدى لوجود حالة من الإحباط، فجميع هذه العوامل تلعب دوراً مهماً فى زيادة الإحساس بالتوتر لدى المواطنين، لافتا إلى أن الإحباط يؤدى إلى استخدام بعض أنواع المخدرات للهروب من الواقع وعدم القدرة على مواجهة الضغوط اليومية. وأوضح "الحديدى" أن العلاج الأساسى للأمراض النفسية هو تحسين الوضع السياسى والاجتماعى، والشعور بالاستقرار الذى يؤدى إلى وجود نوع من الطمأنينة لدى الناس، مضيفا أن تحقيق جزء من العدالة الاجتماعية سوف يشعر الأشخاص بالأمل فى المستقبل والقدرة على تحقيق الآمال. من ناحية أخرى، قالت الدكتورة هالة حماد، استشارى الطب النفسى، إن من أشهر الأمراض النفسية الموجودة بالمجتمع فى الوقت الحالى القلق والاكتئاب، والتى تصيبنا نتيجة للضغوطات النفسية وعدم الإحساس بالأمان، حيث تفككت الأسر المصرية بغياب الأب وانشغاله الدائم فى العمل، وأصبحت الأسر تشعر بالوحدة، فيشعر الشخص أنه فى مهب الريح بمشاكله ولا توجد مساندة من أحد. وأضافت "حماد"، أن منذ يناير 2011 أصبح الشعور العام لدى الأشخاص هو عدم الشعور بالأمان لرؤية الموت بشكل متكرر زاد الإحساس بعدم الأمان، وأصبح الأمل فى المستقبل مفقودا، نتيجة الظروف التى تأثرت بالتدهور الاقتصادى والأخلاقى والأمنى، فجميع هذه العوامل أعطت عدم الشعور بالأمان. وشددت استشارى الطب النفسى على أن عدم الشعور بالأمان انتشر أيضا بين الأطفال والمراهقين، خاصة الأطفال الذين يعمل آباؤهم فى الشرطة والجيش، نتيجة لغياب مصير الوالد والخوف من عدم عودته إلى المنزل مرة أخرى. أشارت "حماد" إلى أن استقرار مصر مسئولية الشعب المصرى بأكمله، وليس بانتظار المعجزات من الحكومة أو المسئولين، لأن المشكلات كانت فى السابق موجودة، والآن زادت عن قبل، لذا يجب على الشعب المصرى لم الشمل والتكاتف لبناء مصر أفضل وبلد آمن يسكنه جميع المصريين.