إذا مررت بشارع شبرا ذات صباح، فبالتأكيد ستقابلك عربة الفول "المحوج" التى يقف ورائها عم "مصطفى السعيد" ومعاونيه الأربعة، وستشاهدهم وهم يعملون بهمة ونشاط ليقدموا أشهى وجبة إفطار للأرزقية والطلاب والموظفين الذين يلتمسون مائدة إفطار سريع قبل الذهاب لأعمالهم، تعمر بالفول المحوج والطعمية والمسقعة والبطاطس وغيرها من الأطعمة الشهية والحنونة على جيوبهم. منذ أن كان عم "مصطفى السعيد" صاحب ال46 عاما وعربة الفول الأشهر فى شبرا مصر، بعمر الثانية عشر بدأ رحلة عمله مع أول عربة فول فى حياته: "دى كانت مهنة أبويا وأنا كملت المشوار من بعده وبدأت شغل من وأنا عمرى 12 سنة مع الأسطى "سيد" كان صاحب عربية فول فى الجمالية وفضلت أحوش لحد ما اشتريت أول عربية فول بتاعتى وأنا عندى 15 سنة وفضلت فى الجمالية لحد ما نقلت لشارع شبرا من 20 سنة". يوم عم "مصطفى" يبدأ مع خيوط الفجر الأولى حيث يستقر أمام عربته من الخامسة فجرا وحتى الرابعة عصرا، ليستريح بعدها عدة ساعات قبل أن يبدأ وردية أخرى من العمل، حيث يقول: "بعد ما بنشطب شغل فى عربية الفول برتاح شوية وبنزل المخزن بتاعى فى شبرا عشان أعمل أكل اليوم اللى بعده". زبائن عم "مصطفى" المداومون أصبحوا بمثابة أصدقاء شخصيين له، يسألون عنه إذا لم يجدوه فى يوم فى مكانه المعتاد، ويرفض عم مصطفى أن ينقل عربته لمكان آخر رغم ما يعانيه من مضايقات من "البلدية" فى بعض الأحيان، فيقول: "بضطر أروح أجيب العربية لو أخدوها بس مش حابب أغير مكانى ولا شغلاتنى وبحب عربيتى وطورت فيها وهى وش السعد على وأحسن عندى من ميت محل".