فى كل شارع تجد قدرة الفول، أو عربة فول وتجمع حولها أفراد مختلفون، لكن بمجئ رمضان، موسم الفول الاستثنائى لدى المصريين، تتزايد أعداد المقبلين على شراء الفول؛ لذا كان من الضرورى أن تتحول قدرة الفول إلى بيزنس خلال أيام الشهر الكريم لدى غلابة مصر. يقول صلاح منصور، بائع فول: إذا كنت تأكل الفول فى الصباح فأنت من الأغنياء، وإذا كنت تأكله فى الغداء فأنت من الفقراء، ومهما كان مستواك الاجتماعى والثقافى هتيجى عندى وتأكل الفول خاصة فى رمضان، علشان كده كل سنة فى رمضان بصفة خاصة أجلس بقدرة فول أمام البيت من بعد الإفطار حتى قبل السحور، خمس ساعات بيرزقنى فيهم ربنا بمكسب كويس. أما شعار "أمتلك قدرة فول وعيش ملك زمانك" فيرفعه إبراهيم الشرقاوى منذ حصوله على ليسانس آداب منذ 5 سنوات تقريبًا، عندما قرر بيع الفول أمام بيته، وبالفعل رزقه الله رزقًا كبيرًا لم يتوقعه من خلال قدرة الفول، التى تحولت اليوم إلى محل كبير فى المنطقة. ويضيف الشرقاوى: مشروع بيع الفول المدمس أو ساندويتشات الفول مشروع مربح أكثر من 300 %، فقدرة الفول التى بها 10 كيلو فول بلدى سعر 6 جنيهات للكيلو، بعد تجهيز الفول وإضافة السلطات والمخللات وبيعها كسندويتشات أو أطباق فول "متوضب" أو مجهز للأكل يصل ربحها أكثر من 250 جنيهًا، تزيد أو تقل حسب ظروف العمل ومدى إقبال الناس على الشراء. وهذا المكسب الخيالى شجع محمد دسوقى، موظف بالسكة الحديد، على بيع الفول فى رمضان، فيجوب الشوارع، وينادى على زبائنه من خلال جرس صغير، يقول دسوقى: أعمل خلال فترة السحور فقط، ولكن ربنا بيرزقني أكثر من الوظيفة الحكومية، بس أنا جربت اشتغل باقى أيام السنة ولكن لم أجد الإقبال الكافى. أما أم سعيد، 39 سنة، فتقول: بعد وفاة زوجى لم أجد العمل المناسب لظروفى، ونصحنى أحد الجيران بقدرة فول أبيعها بجوار محله لعل الله يرسل من خلالها رزق أولادى.. وبالفعل كانت هذه القدرة فاتحة خير علىَّ، وتحولت القدرة الواحدة إلى 3 قدر بعد عشر سنوات تُباع كلها فى ساعات الصباح وتصل إلى 5 قدر فى ليل رمضان. وتؤكد أم سعيد أن الفول فى الأساس طعام يُحسن البعض صنعه ويعطيه مذاقًا خاصًا به، والبعض الآخر يفشل فى ذلك، ولكنها تأتى بالخبرة والممارسة العمل. وبالنسبة لمواصفات البائع أكدت أنه لا بد من أن يهتم بنظافته الشخصية ونظافة الأدوات التى يستخدمها والمكان من حوله، بالإضافة إلى اللباقة وحسن الكلام مع زبائنه حتى يكسب ودهم وارتباطهم به وبقدرته.
