الشىء الوحيد المعلن حتى الآن أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما ألغى القمة الخليجية التى كانت مقترحة على هامش زيارته للرياض الأسبوع المقبل بحضور قادة الخليج الستة، فضلا عن الرئيس المصرى المستشار عدلى منصور، والعاهل الأردنى الملك عبدالله، لكن هذا لا يعنى أن زيارة أوباما للرياض جرى عليها تعديل فى التوقيت، خاصة أن أوباما سيكون حريصا على إتمامها كونها ستساعده فى حل الأزمة الأوكرانية بمحاولة ضم الحلفاء الخليجيين إلى صفه فى مواجهة موسكو، مع الأخذ فى الاعتبار التقارب السعودى الروسى الذى ظهر بوضوح بعد الثورة المصرية، فضلا على أن الزيارة ضرورية لنزع فتيل الاشتعال فى منطقة الخليج بعد قرار السعودية والإمارات والبحرين بسحب سفرائها من الحليفة القوية لواشنطنقطر، والتى تحتضن قاعدتين أمريكيتين. المؤكد أن أوباما وفريقه الرئاسى سيكونون حريصين على إتمام الزيارة، بل إنه سعى للتمهيد إليها بعد قرار وزارة الدفاع الأمريكية بمنح شركة تعمل فى خدمات الطيران عقدًا عسكريًا لصالح الجيش السعودى لتزويد مروحيات الأباتشى التى تمتلكها الرياض بقطع غيار وأجهزة دعم أرضى، وفقا لما نقلته النشرة الدورية الخاصة بصفقات الجيش الأمريكى، ورغم ضآلة المبلغ المذكور فى العقد، إلا أنه يشير إلى أن واشنطن تحاول استرضاء الرياض الغاضبة من سياسات أوباما فى المنطقة، خاصة سياساته حيال القضية السورية، وتردده فى اتخاذ موقف واضح يدعم تطلعات الشعب الفلسطينى، زاد من الفجوة الموقف الأمريكى من ثورة 30 يونيو فى مصر والإطاحة بحكم الإخوان. وربما تكون قمة الرياض المرتقبة بين العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الأمريكى باراك أوباما من أصعب القمم بين الدولتين، خاصة بعد التباعد فى المواقف السياسية بينهما، ففى حين لاتزال تدعم واشنطن جماعة الإخوان سياسيا، وتطالب بإعادة دمجهم فى مصر، وضعت المملكة الجماعة فى صف واحد مع «القاعدة»، و«النصرة»، و«داعش»، فى قائمة المنظمات الإرهابية، وهو ما اعتبر إشارة للولايات المتحدة.