سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عودة الدراسة بين اليأس والسخرية.. طلاب: الإجازة ضاعت.. و"التزويغ" من المدرسة فرصة لتعويضها.. ومعلمون: رجعنا ل"الهم" تانى.. وأولياء الأمور: الدروس الخصوصية منفذ التحصيل المعرفى لأبنائنا
فرضت الظروف الاستثنائية التى تمر بها البلاد، انفلاتا أمنيا واضحا بالجامعات، وانتشار الأمراض المُعدية بين طلاب المدارس وظهور أخرى جديدة، وعدم جاهزية بعض المدارس لاستقبال شباب وصغار الوطن، وثماره المتعطشة إلى جرعة أمل، فبعد أن أجلت وزارة التربية والتعليم بداية الفصل الدراسى الثانى للمرة الثانية ليوم 8 مارس الجارى، ظهر محمد إبراهيم، وزير الداخلية بتصريحات مُبهمة تصدرت الصحف المصرية باحتمالية إلغاء الدراسة هذا العام. وملأت جنبات البيوت المصرية، بسبب تأجيل الدراسة، إلا أن تصريحات وزارة الداخلية زرعت القلق بقلوبهم حول مستقبل أبنائهم التعليمى، وجعلت بعض أولياء الأمور يظنون لبرهة أن تلك التصريحات تدعو إلى إثارة الفتنة، وحث الشباب غير الراغبين فى استئناف الدراسة على إثارة الشغب، وانقسمت آراء الشركاء الأساسيين بالمنظومة التعليمية "طلاب ومعلمين وأولياء أمور" حول استئناف العملية التعليمية بشكل نهائى السبت المُقبل. تباينت آراء الطلاب، حول استئناف الدراسة مرة أخرى بعد أن تم تأجيلها مرتين متتاليتين، فبعضهم أبدى استياءه الشديد، بسبب تكرار تأجيلها لعدة أسباب، أبرزها كم المناهج التى يتم تدريسها فى الفصل الدراسى الواحد، والبعض الآخر تمنى لو أن بالفعل وزارة الداخلية ألغت الفصل الدراسى الثانى بحجة عدم استمتاعهم بالإجازة. وقال محمد إسماعيل، طالب بالصف الثانى الثانوى، بمدرسة خليل أغا الثانوية بنين، بمحافظة القاهرة، إن إجازة نصف العام ضاعت ومرت دون أن نشعر بها، وأن قدر الاستفادة الذى يحصل عليه من المدرسة ليس كافيا، بالقدر الذى يجعله يُقبل على الذهاب إلى المدرسة بشكل يومى، والالتزام بالحصص بشكل منتظم، مشيرا إلى أن المكسب الوحيد من المدرسة أنها تجعلنا نرى زملاءنا الذين اعتدنا أن نراهم يوميا. وأكد أحمد على، طالب بالصف الأول الثانوى، بمدرسة السعيدية الثانوية بنين، بمحافظة الجيزة، أن المدرسة فرصة له ولزملائه لتعويض الإجازة التى لم يستمتعوا بها بشكل جيد، مضيفا أن المدرسة تُتيح له الحصول على المصروف اليومى من والده، بالإضافة إلى إمكانية الخروج مع زملائه، بدلا من الذهاب للمدرسة صباح كل يوم، بعكس الإجازة التى لم يحصل فيها على مصروف يمكنه من ذلك. وفى نفس السياق، أشار باهى مجدى، طالب بالصف الثالث الثانوى، بمدرسة الملك الكامل الثانوية بنين، بمدينة المنصورة بالدقهلية، إلى أن قرار تأجيل الدراسة أو بدئها لم يؤثر كثيرا عليه، ففى كل الحالات الذهاب إلى المدرسة مضيعة حقيقية للوقت، خاصة لطلاب الشهادات، وأن ال8 ساعات التى يتم ضياعها خلال اليوم الدراسى أولى بهم النوم، حتى يتمكن من الاستيقاظ نشيطا وأكثر تركيزا، ويتمكن من استرجاع دروسه بمنتهى السهولة. على الرغم من آراء الطلاب المتناقضة حول رجوع الدراسة فى الموعد الذى حددته وزارة التربية والتعليم، إلا أن اتجاه التفكير عند بعض المعلمين كان مختلفا تماما، ونظرتهم لعودة الدراسة مرة أخرى اختلطت باليأس وفقدان الأمل. وعبر محمد عبد الرحيم، مدرس لغة عربية بمدرسة فاقوس الثانوية العسكرية بنين، بفاقوس محافظة الشرقية، عن استيائه الشديد بسبب رجوع الدراسة، وعبر عن ما بداخله بحملة "رجعنا للهم تانى"، مبررا مقولته إنه لم يسلم من البطش اليومى للطلاب، والإيذاء المستمر له أثناء اليوم الدراسى، مؤكدا أن الطلاب تبتكر أساليب جديدة لمضايقته هو وزملائه، ما جعله يكره تواجده داخل المدرسة. فيما أكد إبراهيم الليثى، مدرس الرياضيات بمدرسة عابدين الثانوية بنات، أنه غير مهتم تماما بقرار استئناف الدراسة أو تأجيلها مرة أخرى، فى كل الحالات الأمر يعود إلى الجهات الأمنية فقط، وليس من حق أحد أن يُعدل عليهم أو يناقشهم فى ظل الظروف التى تعانى منها الدولة فى الفترة الحالية. وكان لمدحت الشربينى، مدرس اللغة العربية بمدرسة الخديوية الثانوية بنين، رأى أخر، حيث أبدى عن رغبته فى عودة الدراسة فى أسرع وقت حتى تعود الحياة كما كانت عليه فى السابق، مشددا على أنه لابد من تأمين المدارس بشكل مُكثف، منتقدا تصريحات وزير الداخلية بشأن إلغاء الفصل الدراسى الثانى، واعتبره عجزا من الحكومة فى تأمين المدارس، ما يؤثر على النشاط السياحى. ويبدو أن قرار تأجيل الدراسة أو إلغائها أمر لا يهم عدد من أولياء الأمور، حيث أكد جمال العربى، ولى أمر طالبة بالصف الثالث الثانوى، بمدرسة السيدة زينب بنات، أن عودة الدراسة لم تؤثر على طريقة وصول المعلومات إلى ابنته، مشيرا إلى أن الدروس الخصوصية الآن حلت جميع مشكلات الطلاب، وتعتبر المُتنفس الوحيد لهم فى حالة إلغاء "التيرم" الثانى. وأضاف "العربى"، أن الأوضاع الأمنية الآن فى مصر تُجبره على منع بناته الثلاثة أثناء الذهاب إلى المدرسة، مشددا على ضرورة بدء تأمين المدارس بشكل جيد قبل المجازفة بقرار عودتها مرة أخرى. وقال أحمد الحسينى، ولى أمر طالب بالصف الأول الثانوى، إن المدرسة مصدر أساسى ومهم لابنه فيما يخص استرجاع الدروس وشرحها، باعتبار أن الصف الأول الثانوى يحتوى 16 مادة دراسية مُقسمة بين الفصلين الأول والثانى، ومن الصعب أن يحصل ابنه على دروس خصوصية أو حتى مجموعات مدرسية فى هذا الكم الكبير من المواد.