المنتجون يتهمون المستوردين بالدعاية ضد المنتج المصرى لأنه الأرخص تجدد الجدل حول عقار «الانترفيرون» ومدى فاعليته فى علاج مرضى الالتهاب الكبدى الوبائى فى مصر بعد طرح نوع جديد منه إنتاج مصرى ألمانى «باسم الرايبفيرون» وانقسم أطباء الكبد بين مؤيد ومعارض فى مؤتمر الجمعية البحثية المصرية لمرضى الكبد يومى الأربعاء والخميس الماضيين، وهاجم بعضهم الانترفيرون المحلى وطالبوا باستخدام المستورد. ومن معارضى استخدام الإنترفيرون كانت الدكتورة نرمين العيسوى أخصائية الباثولوجى التى أكدت أن معظم سلالات فيروس «C» فى مصر لا يعالجها الإنترفيرون المحلى ، بل إنه يؤدى إلى خفض حاد فى خلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية لمريض الكبد، مما يضعف المناعة، أما الدكتور محمد هانى سالم أستاذ طب وجراحة العيون فأشار إلى العلاقة المزدوجة بين العين ومرض الكبد، وقال إن الإنترفيرون قد يؤدى إلى العمى أحياناً. لكن الدكتور عبدالخالق حامد أستاذ أمراض السكر والكبد فى الأكاديمية الطبية العسكرية يرى أن«الجدل حول مضاعفات الانترفيرون، عقيم لأن نتائج استخدامه لا تظهر قبل عام ونصف من بدء العلاج، مشيراً إلى أن الأطباء يساهمون فى هذا الجدل لأنهم لا يحسنون اختيار المريض أو متابعته أثناء العلاج، فكلما تم اكتشاف المرض مبكراً تأتى النتائج بشكل أفضل، مع اختيار المريض صغير السن، ذى الوزن المناسب. الدكتور نبيل غالى مدير المكتب العلمى لوحدة أدوية الجهاز الهضمى بشركة مينا فارم، أحد الشركات التى تنتج الإنترفيرون المحلى باسم «الرايبفيرون» فى مصر يقول إن الجدل حول الإنترفيرون والرايبفيرون جاء لأنه إنتاج مصرى- ألمانى، وبدا فى الشهرين الأخيرين فقط رغم وجوده فى مصر منذ عام 2004 وكان يستخدم 3 مرات أسبوعياً، ولم يكن للمستورد منافس. وفى عام 2006 تطور إنتاج الإنترفيرون وأصبح طويل المفعول مع شركة بحث ألمانية تسمى «راين»، وتم إنتاج الرايبفيرون طويل المفعول، ظلت شركة مينا فارم هى الشركة المصرية الألمانية الوحيدة المنتجة للعقار ويتم بيعه على مستوى الجامعات والمستشفيات المصرية، بسعر 370 جنيهاً، فى حين تورده الشركة السويسرية والأمريكية ب1400 جنيه، وقد حاولوا عقد صفقة مع وزارة الصحة لكنها طالبتهم بتخفيض السعر ليدخل فى المشروع القومى لمكافحة الكبد الوبائى وتم خفض السعر إلى 480 جنيها، ظل الدواء المصرى الألمانى أقل سعراً، ولما بدأت الشركة التوريد لوزارة الصحة قبل شهرين، وخسرت الشركة السويسرية والأمريكية بدأتا حرب الشركات التى ساهم فيها أطباء يستفيدون من الشركات الأخرى فى السفريات والمؤتمرات، وأطلقوا الشائعات عن الدواء بأنه يصيب المريض بالاكتئاب، ونقص كرات الدم البيضاء، وأن استجابة المرضى له ضعيفة، مع أن نتائجه لا تظهر قبل عام ونصف من استخدامه. وقال الدكتور غالى إن 25 مستشفى جامعيا وخاصا فى مصر تستخدم الرايبفيرون ريتارد، إنتاج شركة مينا فارم، منها المنيل الجامعى والقصر العينى الفرنساوى، وعين شمس التخصصى ومستشفيات جامعات الزقازيق، والمنصورة، وأسيوط، والإسكندرية وغيرها. من جانب آخر يرصد الدكتور لواء طبيب عبدالخالق حامد عبدالخالق أستاذ أمراض السكر والكبد ورئيس شعبة الكبد وأمراض السكر بالجمعية البحثية المصرية، إحصائيات مرضى الكبد فى مصر قائلاً: «هناك حوالى 12 مليون مريض، منهم 70% مرضى مصابون بالالتهاب الكبدى الوبائى بفيروس «C»، و5% التهاب الكبد الفيروسى وBا %5ا مصابون ببقية أمراض تليف الكبد وعلى رأسها تشحم الكبد. والدراسات الحديثة أضافت كثيرا من الأدوية لزيادة نسبة الاستجابة فى الشفاء التى كانت لا تتجاوز 50% وهناك أمل لوصولها 70%. وقال إن الفيروس «C» يعالج بالإنترفيرون والريبافيرين، وهناك أدوية أخرى لم يتم تداولها فى الأسواق المصرية لارتفاع ثمنها، أما بالنسبة لفيروس «B» فعلاجه يتم من خلال «الزيفيكس». ويضيف أن كل 100 مريض بالالتهاب الكبدى الوبائى، هناك 80% منهم يصبح المرض مزمنا عندهم وقد يواصلون حياتهم بدون تليف ويكون الفيروس خاملا، وربعهم فقط يصلون إلى مرحلة التليف، ويتوقف المرض فى المراحل المختلفة دون حدوث مشاكل إكلينيكية كبيرة، ويصاب أقل من ربع هذه النسبة بأمراض تليف المرىء. وأضاف عبدالخالق أن الدولة وفرت علاجا فعالا من خلال المشروع القومى لعلاج حالات التهاب الكبد الفيروسى «C» النشط، حيث كان يتحمل المريض نفقات العلاج التى تتجاوز 75 الف جنيه (1400 جنيه x 48 أسبوعا + 7 آلاف جنيه ريبافيرون) والآن وفرته الدولة بتكلفة تصل إلى 24 ألف جنيه (400 جنيه* 48 أسبوع + 5 آلاف جنيه) تدفعها الدولة، وتحسن اختيار الحالات للوصول إلى نتائج شفائية عالية. لمعلوماتك... 370 جنيها سعر العبوة من عقار «الرايبفيرون»
