تفاصيل التفجير ال21 لخط الغاز فى العريش منذ ثورة 25 يناير..شهود عيان: رصدنا ألسنة اللهب من على بعد 60 كم.. غلق المحابس للسيطرة على الحريق..ومصدر أمنى: الحادث يحمل بصمات "بيت المقدس"

شهدت منطقة جنوب العريش قبل منتصف الليلة تفجيرا إرهابيا جديدا استهدف خط الغاز الرئيسى الموصل لخطوط فرعية تصل إلى مصنعين للأسمنت بوسط سيناء، وخط الغاز الواصل لمناطق جنوب سيناء، والعابر إلى المملكة الأردنية الهاشمية.
وقال مصدر مسئول ل "اليوم السابع"، إن التفجير تم بمنطقة الحفن جنوب العريش، وخلاله استهدف إرهابيون الخط، وفجروه عن بعد، ثم لاذوا بالفرار.
وأعقب التفجير ارتفاع ألسنة اللهب فى سماء المنطقة، وبحسب روايات شهود العيان، تحول المكان إلى نهار، وشوهدت النيران من على بعد 60 كم من موقع التفجير.
من ناحيتها سارعت شركة الغاز المختصة بإغلاق محابس الخط قبل موقع التفجير لمنع اشتعال النيران، وقال مصدر مسئول فى الشركة إنه لا يمكن الاقتراب من موقع النيران، وتم إغلاق الخط، ليحترق الغاز وينتهى، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يستمر اشتعال النيران لنحو 10 ساعات متواصلة .
وقال مصدر أمنى مسئول فى شمال سيناء إن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الحادث إرهابى مدبر، ويشتبه فى ضلوع مجموعات إرهابية تطاردها قوات الأمن فى الحادث، وأن التفجير يحمل بصمة أنصار بيت المقدس .
وأعقب الحادث حالة استنفار أمنى شديدة، وأطلقت قوات الأمن الأعيرة النارية التحذيرية، إضافة إلى قنابل ضوئية كاشفة .
وعلم "اليوم السابع" أن اتصالات أُجريت بين قيادات أمنية ورموز قبلية وشيوخ قبائل لأخذ الحيطة والحذر بمناطقهم، وسرعة الإبلاغ عن أى تواجد لعناصر مشبوهة أو غرباء، لتضييق الخناق على منفذى عملية التفجير .
ومن المقرر أن يتوجه صباح اليوم الأربعاء فريق من نيابة شمال سيناء لموقع التفجير لإجراء المعاينات، واستكمال التحقيقات .
ويحمل هذا التفجير رقم 21، وجاء بعد نحو أسبوعين من وقوع تفجير مماثل فى منطقة الريسان جنوب العريش، مستهدفين خطا فرعيا يغدى مناطق الصناعات الثقيلة ومصنعين للأسمنت بتلك المنطقة .
وأعقب الحادث حالة من الغضب بين أبناء شمال سيناء، والذين تسبب التفجير فى حالة من الرعب بينهم، وأجمعوا على رفضهم لمثل تلك الحوادث الإرهابية، مؤكدين إفلاس الجماعات المسلحة، واضطرارها لاقتحام مواقع خدمية فى المناطق النائية المعزولة.
ويعد هذا هو التفجير الخامس هذا العام، ووقع التفجير الأول فى الساعات الأخيرة من عام 2013، وتم فى منطقة بغداد بوسط سيناء عن طريق وضع كميات من المتفجرات أسفل الأنبوب وتفجيرها عن بعد، وقامت الشركة المسئولة بإصلاح الخط وإعادة تشغيله، أعقبه تفجيران أحدهما استهدف هذا الخط بمنطقة الريسان أيضا، وآخر استهدف خطا آخر يمر من المنطقة متجها لمناطق جنوب سيناء والأردن .
وسبق أن تعرضت شبكة خطوط الغاز بشمال سيناء لعدد 20 تفجيرًا متنوعا طال بعضها الخطوط والمحطات والبلوف والمحابس، كما تم إحباط محاولات أخرى لزرع عبوات ناسفة وتفجيرات عن بعد، وجميع هذه الحوادث أعلنت فى وقت سابق جماعة أنصار بيت المقدس مسئوليتها عن وقوعها.
وتضم شبكة خطوط الغاز بشمال سيناء، خط غاز المنطقة الصناعية بوسط سيناء، وهو أحد أهم خطوط شبكة الغاز الطبيعى، والتى تضم أيضا خطا خاصا بتغذية محطات الكهرباء، وآخر لتغذية المنازل، وخطين رئيسيين، أحدهما يوصل الغاز لإسرائيل عبر أنبوب يصل إلى محطة ضخ بمنطقة الشيخ زويد، إلا أنه توقف منذ أكثر من عام بعد سلسلة تفجيرات طالته، وخط آخر يضخ الغاز إلى المملكة الأردنية، والذى لم يتأثر بحوادث التفجيرات الأخيرة.