كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية النقاب عن أن روسيا رفضت صراحة اقتراحا، بمناقشة إمكانية عزل الرئيس السورى بشار الأسد عن السلطة من خلال انتقال سياسى، وهو ما اعتبرته الصحيفة بمثابة ضربة قوية تقلب مسار محادثات جنيف حول السلام فى سوريا رأسا على عقب. ونقلت الصحيفة، فى مستهل تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى، اليوم الجمعة، عن شخص قريب من المحادثات، والذى لم تكشف عن اسمه، قوله إن مسئولين روس أوضحوا هذا الموقف خلال اجتماع عقد أمس الخميس على هامش محادثات جنيف، مع نظرائهم الأمريكيين، وبحضور المبعوث الأممى العربى المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمى. وأضافت "وول ستريت جورنال" أنه على الرغم من أن هناك شكوكا تنتاب العديد بشأن إمكانية أن تضع المحادثات حدا للحرب الأهلية الدائرة فى سوريا، فإن الموقف الروسى "السابق ذكره" قد يعصف بتلك المحادثات، التى لم تحقق حتى الآن سوى إجراء متواضع من التعاون فى تقديم المساعدات للمدنيين فى مدينة حمص المحاصرة. ونسبت الصحيفة إلى دبلوماسى غربى له صلة بالمحادثات توقعه بأن الإبراهيمى لن يستدعى طرفى النزاع فى سوريا لإجراء جولة محادثات ثالثة، إذا رأى عدم وجود جدوى من عملية المحادثات الحالية، فى حين رفضت المتحدثة باسم الإبراهيمى التعليق على هذا الأمر. ورصدت الصحيفة إصرار المعارضة السورية والداعمين الغربيين لها، منذ بدء محادثات جنيف قبل ثلاثة أسابيع، على أن تتركز المحادثات حول كيفية طى صفحة الحكم الاستبدادى للأسد، وتأكيدهم على أن الانتقال السياسى للسلطة يعد الهدف من بيان "جنيف 1" الصادر فى عام 2012، والذى شكل قواعد للمحادثات الجارية، فى حين طالب النظام السورى بأن تتركز المحادثات حول مواجهة الإرهاب. ولفتت الصحيفة إلى أنه فى بارقة أمل، أبدت المعارضة للإبراهيمى خلال هذا الأسبوع موافقتها على مناقشة القضيتين فى آن واحد، وأوضحت أن نائب وزير الخارجية الروسى جينادى جاتيلوف أبلغ الإبراهيمى، أمس الخميس، عن عدم موافقة موسكو على مناقشة مسألة الانتقال السياسى للسلطة فى سوريا بجانب مناقشة قضية التطرف الإرهابى.