هو باحث متخصص فى شئون الجماعات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ورئيس تقرير الحالة الدينية فى مصر وله عدة كتب فى هذا المجال منها: المصحف والسيف، سياسات الأديان، الحرية والمراوغة، النص والرصاص، وبالإنجليزية صدر له كتاب "العنف المحجب"، بالإضافة إلى العديد من الأبحاث والكتب العلمية الأخرى. أصبح رئيس مركز تاريخ الأهرام فى 12 أغسطس عام 2009 بقرار من الدكتور عبد المنعم سعيد، عن قيادته لمركز تاريخ الأهرام كان لليوم السابع هذا الحوار مع الدكتور نبيل عبد الفتاح رئيس المركز الجديد. ما الجديد الذى طرأ على مركز تاريخ الأهرام بعد إنشائه؟ الآن هناك نقطة تحول كبير فى مجال الدراسات التاريخية فهناك استخدام للثورة الألسونية فى مجال اللغة ومناهج البحث، أصبحت هناك حزمة من الأدوات والمناهج فى تحليل الوقائع التاريخية، ليست فقط المذكرات للقادة أو المفكرين، وإنما أيضا دراسة تواريخ المهمشين، المسكوت عنه فى التطور التاريخى، لأن التاريخ الرسمى غالبا ما يكرس بعض الأسماء وبعض الوقائع وتصاغ مجموعة من التعميمات والأساطير والتضخيم لأمور إذا تم معالجتها عن طريق مناهج أخرى، أعتقد أنها تعطى نتائج مختلفة وفهما للظواهر على نحو مغاير لما درج عليه التاريخ الرسمى. وأعتقد أنه لابد من عناية خاصة فى طريقة معالجة المركز فى الشق التاريخى، لأن المركز سوف يتطور فى ضوء الاتفاقات التى تمت مع الدكتور عبد المنعم سعيد والدكتور طه عبد العليم والأستاذ سيد يسين، على أن يكون المركز فى القريب مركز للدراسات الاجتماعية والتاريخية. رجل الشارع بالنسبة لمركز تاريخ الأهرام، هل كان تأثره ملموسا بمركز تاريخ الأهرام؟ لا توجد قياسات للرأى تستطيع أن تعرف منها إذا كان قارئ الأهرام يهتم بهذه الباب أو ذاك من الصحيفة، أو بغيره من الصحف المصرية القومية أو المعارضة أو المستقلة، وهذا جزء من العطب فى الحياة الصحفية والسياسية المصرية، لأن استخدام مناهج وأساليب استقصائية فى معرفة آراء جماعات القراء، وهى متعددة فى سوق القراءة، فهناك طلب غير مدروس على أنماط متعددة من المواد الصحفية، هناك وجهات نظر مسبقة مثل ميل جانب القراء إلى استخدام المواد الخاصة بالرياضة أو بالسينما، أو كما يقال فى الماضى إن الأهرام يقرأ من صفحة الوفيات، كل هذه الآراء لم تختبر من خلال البحث الاستقصائى والاستبيانى لجماعات القراء، كلها انطباعات سائدة، لكنها تفتقر إلى الفحص البحثى الدقيق. كنت ومازلت من أهم الكتاب المعارضين للفساد فى الحكومة، كيف ستتعامل مع المنصب الجديد؟ أنا لم أسع إلى أى مناصب، المواقع فى هذا البلد خاصة المؤثرة لها أثمان، تدفع، لابد أن تكون على شاكلتهم، وأن تكون وجها من وجوههم، لا أنا من وجوههم، ولا من شاكلتهم، لم أسع إلى مزية من المزايا، أنا محض كاتب وباحث مستقل، لا علاقة لى بجهاز ما أو بحزب ما، تحت الأرض أو فوق الأرض أسعى لمحاولة التعرف على بعض وجوه الحقوق النسبية، ورائدى الأول والأخير هو مصالح الأغلبيات فى هذا البلد، والمصلحة القومية العليا لمصر التى هى أكبر من حكامها ومن معارضتها، وبالتالى المصلحة العامة، أنا من مدرسة فى الحركة الوطنية والثقافية والبحثية المصرية اسمها مدرسة الصالح العام الوطنى، ومن هنا أحاول أن أكون امتدادا لهذه المدرسة فى أى مجال أعمل به. بحكم تخصصك فى شئون الجماعات الإسلامية، ما الدور الذى سيلعبه مركز تاريخ الأهرام فى شأن الحالة الدينية فى مصر؟ سوف نتناول الملفات التى كنا نتصدى لها، لأن هذه مسألة بالغة الأهمية، ولابد من التعاطى مع هذه الملفات من مواقع مستقلة عن كافة الأطراف والفواعل الرئيسة على مسرح التداخل ما بين الدين والسياسة والثقافة والاجتماع فى مصر من مواقع البحث السياسى الموضوعى الذى يميز بين دور الباحث ودور الناشط والداعية السياسى أو الأيدولوجى، هذه الملفات أصبحت الآن جزءا من التداخل بين النشطاء وبين الظواهر التى يتحدثون أو يكتبون عنها، وبين المنحازين إلى أطراف اللعبة السياسية المصرية سواء الرسمية أو المحجوب عنها الشرعية السياسية والقانونية، مثل هؤلاء هم مادة للبحث وليسوا باحثين حول الظواهر الدينية بكل مكوناتها وتعقيداتها وتاريخها، وبالتالى هذا التمييز هو الذى ميز عملنا وهو الذى سوف يتم التأكيد عليه مجددا فى ممارستنا البحثية حول هذه الظواهر المعقدة. هل تظن أن تفاعل الناس مع ما سوف يصدره مركز تاريخ الأهرام سيتزايد فى الفترة المقبلة؟ نتمنى هذا لكن المؤشرات الخاصة بتوزيع المادة التاريخية التى كتبت انطلاقا من الأهرام كديوان الحياة العامة فى مصر مبشرة ودالة على أن هناك اهتماما لدى بعض شرائح من سوق قراءة الصحف فى مصر وجريدة الأهرام مهتمة بهذا النمط من المعالجات التاريخية. وهل تعتقد أن تناول مركز تاريخ الأهرام للقضايا الدينية الشائكة سيزيد من هذا التفاعل؟ بالتأكيد هذه مؤشرات واضحة، عندما فكرت فى تقرير الحالة الدينية فى مصر، وقمت وبعض الزملاء بإدارة هذا العمل، كان التقرير بمثابة مدرسة ربينا ودربنا فيها بعض الباحثين والنشطاء الذين حولناهم لباحثين يكتبون الآن فى الصحف المصرية على اختلافها فى الشأن الدينى والسلامى والمسيحى، كانت معدلات التوزيع لا نستطيع أن نقول استثنائية فى تاريخ القراءة، واعتقد أن كثير من الأعمال انطلقت من الأفكار التى قدمت فى تقرير الحالة الدينية فى مصر، الذى كان أكثر التقارير التى أصدرها مركز الدراسات الإستراتيجى شهرة ورسوخا فى مجال البحث السوسيولوجيا الدينية. رئيس مركز تاريخ مصر بمركز الأهرام الاستراتيجى.. كيف ترى هذا المنصب فى مشوار حياتك؟ مجرد واقعة عادية فى تاريخ باحث اجتماعى مصرى، لا تضيف له الكثير، ولا تقلل منه، وإنما هى بمثابة واقعة عادية يمكن أن تساعد على تحفيز هذا الباحث على مد بصره إلى بعض الجوانب الأخرى فى المعالجة البحثية للظواهر الاجتماعية والتاريخية فى مصر. هل سيأخذك هذا المنصب من متابعاتك الفكرية والبحثية؟ بالقطع لا هذا أقوم به كجزء من الأجندة اليومية التى أقوم بها لمتابعة القضية السياسية أو متابعة بعض الملفات الأساسية التى كنت مهتما بها وأصدرت بها كتبا بالعربية والإنجليزية والفرنسية. لمعلوماتك.. حصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة عام 1974. الماجستير من سوربون الفرنسيه فى صراع الحضارات عام 1984. مساعد مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية. رئيس مركز التاريخ بالأهرام أغسطس 2009.