ناقش خبراء تكنولوجيا ومتخصصون في الصحافة الالكترونية الطفرة التكنولوجية الغير مسبوقة في مجال المكتبات الرقمية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الحالية وألقي المشاركون في الندوة الضوء علي أحدث التقنيات الرقمية المتبعة في طباعة الكتب عملاً بأحدث المبادئ المعمول بها حاليا في عالم صناعة النشر والمعروفب اسم "الطباعة حسب الطلب". الندوة أدارها محمد جمعة المتخصص في الصحافة الاليكترونية بالأهرام، وشارك فيها كل من المستشار الثقافي الفرنسي دوني لوجو، ومسئول إحدي الشركات الهندية المتخصصة في صناعة الطباعة، خاصة الطباعة حسب الطلب. استعرض صاحب شركة الطباعة الهندي أحدث التجارب العالمية المعمول بها في صناعة الطباعة في العالم وفي بلاده وفقًا لتقنيات الطباعة حسب الطلب، التي تعتمد علي طبع عدد محدود من نسخة الكتاب الورقي، وتخزين باقي النسخ منه والتي قد تصل إلي الملايين تخزينا رقميا، وهو من شأنه أن يقلل من تكاليف التخزين التقليدي للكتب المطبوعة ورقيا،كما يقلل من التكاليف التي كان يتكبدها الناشرون ويوفر الكثير من الأموال ويتيح امكانية طبع أي عدد من نسخ الكتاب حتي ولو كانت بالملايين، فضلاً عن أن طريقة الطباعة حسب الطلب تعظم من أرباح الناشرين. ومن جانبه قدم المستشار الثقافي الفرنسي رؤية متكاملة لمفهوم المكتبة الرقمية خاصة وأنها تقوم بدورين رئيسين هما حفظ الكتب متاحة في أي وقت وفي أي مكان للمستخدم القارئ، كما تقوم بدور تقديم المعلومات اللازمة لجمهور عريض من القراء. وأضاف أن المكتبة الرقمية تحفظ أيضَا الهوية الثقافية للشعوب في مواجهة العولمة، مشيرًا إلي أن المكتبة الوطنية في فرنسا قامت بتنفيذ مشروعين مهمين في سياق رقمنة الكتب والمكتبات بدءًا من عام 1997 حيث تم تحويل 2 مليون وثيقة بطريقة رقمية وهذا المشروع يتيح نشر الثقافة الفرنسية للعالم كله، بجانب مشروع تنفذه فرنسا حاليا مع دول الإتحاد الأوربي لرقمنة الكتب. وأضاف أنه ارتباطًا بما شهدته مصر من تحديث وحرصها علي إضفاء الطابع الرقمي علي كتبها، فإننا نقوم برقمنة الكتب التي أهديناها لمكتبة الأسكندرية، ولفروع المركز الثقافي الفرنسي في مصر الجديدة والمنيرة. بما يتيح لمستخدمي الإنترنت في مصر فرصة التواصل مع الثقافة الفرنسية. إلي ذلك أشارت د. حنان منيب في مداخلتها إلي أن العالم العربي انتهي من توثيق أكثر من مليون وثيقة رقميا. والتقطت سيمونيتا دي فيليتشيس الملحق الثقافي الإيطالي بالقاهرة طرف الحديث، لتلقي الضوء علي تجربة بلادها في التوثيق الرقمي لمكتبات بلادها? وطالبت بضرورة توحيد المعايير الخاصة بالكتاب الرقمي بما يوفر سهولة الاستخدام للقراء المتصفحين، وقالت أن الكتب الرقمية يمكن أن تكون عنصرًا فاعلاً في التعلم والبحث والثقافة عبر الوسائط المتعددة. من جانبه أشار محمد جمعة مسئول البوابة الاليكترونية بالأهرام إلي عدد من التجارب العربية لرقمنة المكتبات ومنها معهد الإمارات الاستراتيجي، وموقع مرايا، وموقع ذات. واستعرض تجربة مؤسسة الأهرام الصحفية في التحول من الإطار الورقي إلي الإطار الرقمي الاليكتروني عبر مشروعين لاصدار الصحيفة باللغتين العربية والانجليزية، وإتاحة الصحيفة في صورة ديجيتال للقراء منذ القرن الماضي لكل الباحثين بجانب التحول إلي الفهرسة والأرشفة الرقمية..