اعتبر الكاتب الأمريكى مايكل جيرسون، أن مفتى مصر الدكتور على جمعة، يمثل نهجا مختلفا عصريا، عن أتباع النموذج السعودى الوهابى، الذين يرون أنه من الصعب التوفيق بينه وبين الحداثة والتعددية والديمقراطية وحقوق المرأة والنجاح فى العالم الحديث. وقال الكاتب مايكل جيرسون فى مقال بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، بعنوان "مهمة المفتى الأكبر"، قال إنه لهذا يمكن أن يوصف جمعة "بصعوبة" بأنه ليبرالى. وأضاف جيرسون أن هدف مفتى مصر ليس إكساب الإسلام مسحة ليبرالية، "بل إن يستنقذ النهج التقليدى العام من التطرف". ورجح جيرسون، ألا يعكس الإصلاح فى العالم العربى على المدى القريب على الأقل ما سماه الخصخصة الغربية للمعتقدات اللاهوتية. وأرجع ذلك إلى أن كل جوانب الحياة فى العالم العربى تخضع للشريعة الإسلامية، وأن معظم الحكومات العربية تجمع جانباً على الأقل من شرعيتها من خلال إظهار التمسك بها. وقال جيرسون إنه لهذا تعد الكيفية التى يتم وفقاً لها تفسير الشريعة مهمة، وكذلك من يقومون بتفسيرها. وأضاف أن مفتى مصر صرح له بأن "الشعب المصرى اختار الإسلام ليكون الإطار العام للحكم بالنسبة له". وتابع الكاتب الأمريكى نقلاً عن الدكتور جمعة القول إن "القرآن والعرف (طرائق التفسير تحديدا) هما ما نعتمد عليه.. كانا صائبين منذ 1400 عام، وهما صائبان اليوم، وسيكونان صائبين غدا". وقال الكاتب إن مفتى مصر يركز على أن "قصد الشريعة هو دعم الكرامة والقيم الأخرى الجوهرية"، إضافة إلى "الالتزام بالصالح العام".