"مهمة المفتى الأكبر" عنوان لمقال كتبه الكاتب مايكل جيرسون اليوم، الجمعة، بصحيفة واشنطن بوست عن الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية، قال فيه إن جمعة يمتلك لقباً رائعاً وغريباً، وعبئاً فريدا بإصدار 5 آلاف فتوى فى الأسبوع. وحاول الكاتب استعراض آراء مفتى مصر الذى أجرى معه لقاء خلال زيارته الأخيرة إلى الولاياتالمتحدة. ويقول جيرسون إن جمعة شرح له عملية حل قضايا الحياة العصرية، بدءأ من جواز نقل الأعضاء إلى رياضات المقامرة، وحتى التدخين فى نهار رمضان وأحكام النساء واستخدام أسلحة الدمار الشامل وبناء محطات الهواتف المحمولة فوق قمم المآذن. ويرى الكاتب أن هذا الجانب فى الإسلام ربما يكون الأصعب بالنسبة للأمريكيين من غير المسلمين، لأنه فى الغرب ظلت النقاشات الدينية لفترة طويلة تقتصر على المدارس وتسببت فى مزيد من الانقسامات المذهبية، أما فى مصر، فإن الدكتور على جمعة –وفقاً للكاتب- هو أحد مشاهير رجال الدين، مضيفاً "على الرغم من أن أحكامه غير ملزمة إلا إذا اعتمدت فى القانون المصرى، إلا أنها مؤثرة بدرجة كبيرة". ويمضى الكاتب فى القول إنه من غير المرجح، على الأقل فى الوقت الحالى، أن يعكس الإصلاح العربى ما يسميه "الخصخصة الغربية" فى المعتقدات الدينية. فالحياة كلها خاضعة للشريعة، وأغلب الحكومات العربية تكتسب جزءا من شرعيتها من خلال التعبير عن ذلك. وفى أسوأ الأحوال، كما يقول جريسون، وإن كان من النادر حدوث ذلك، فإن هذا يشمل العقوبات الكلاسيكية الإسلامية مثل الرجم والبتر. وفى أحسن الأحوال تلعب الشريعة دورا معادلاً لسيادة القانون، وتجعل الحكام والمحكومين خاضعين لنفس المعايير الموضوعية للعدالة، لذلك فإنه من الواضح أهمية الكيفية التى يتم بها تفسير الشريعة الإسلامية ومن الذى يقوم بتفسيرها. لكن لا يوجد فى الإسلام "بابا" أو رجل دين تقليدى. وبدلاً من ذلك، فإن هناك العديد من المدارس فى التفسير، جميعها ترى أن القرآن والسنة معيارية وإن كانت توفق بين العادات المحلية والإسلام بطرق مختلفة. وقال الكاتب "فى نموذج المملكة العربية السعودية، يرى البعض أن القرن السابع هو أنقى نموذج إسلامى وهو الذى يصعب توفيقه مع الحداثة والتعددية والديمقراطية وحقوق المرأة والنجاح فى العالم الحديث، بينما يمثل الشيخ على جمعة نهجاً مختلفاً، فلا يمكن أن نسميه ليبرالياً"، مضيفاً "فكما قال جمعة إن الشعب المصرى اختار الإسلام لكى يكون الإطار العام للحكم، وإذا كان الأمر كذلك، فإن المصريين لن يقبلوا أبدا بالشذوذ الجنسى أو استخدام المخدرات غير المشروعة أو ارتكاب جرائم قتل أو انتحار جماعى.. فالأخلاق ومصادرها مطلقة والقرآن والسنة هما ما نعتمد عليه" كما قال جمعة. ويرى الكاتب أن التقليديين الإسلاميين فى وجهة نظر جمعة، عمليون فى الطريقة التى بها تطبيق هذه المبادئ على الواقع الحالى. ومهمة العلماء الإسلاميين سد الفجوة بين المصادر والحياة اليومية. بعض المفسرين القدامى ربما كانوا فاسدين، وربما نجد طريقة أفضل. فما ننظر إليه فى التقليد هو المنهجية وليس النتائج نفسها التى تم التوصل إليها قبل 500 عام. ويركز جمعة على الهدف من الشريعة لتعزيز الكرامة والقيم الأساسية الأخرى فضلاً عن الالتزام بالمصلحة العامة. وينقل الكاتب على الدكتور على جمعة قوله "إن النتيجة النهائية هى تحسين العالم وليس تدميره". ونتيجة لذلك، فإن جمعة اعترف فى عدد من أحكامه بحقوق المرأة والحد من العقوبات البدنية ومنع الإرهاب. وضرب جمعة مثلاً بالحرية. فالنبى محمد صلى الله عليه وسلم كان يرتدى ملابس مثل التى يرتديها السودانيين. وحقيقة أن الرسول كان يفعل ذلك لا يعنى أننا جميعاً يجب أن نلبس بالطريقة نفسسها. فهناك هؤلاء الذين يريدون التمسك بالماضى وليس التمسك بالدين. ويضيف الكاتب الأمريكى أنه بحسب المنهج التفسيرى لجمعة، فهناك تأكيد قوى على دور السنة فى الإسلام، فإصدار الأصوليين غير المؤهليين للفتاوى أدى فى أغلب الأحوال إلى فوضى دينية. وينتهى كاتب المقال إلى نتيجة توصل إليها من خلال حديثه مع المفتى، وصفها بأنها هامة ومشجعة ألا وهى أن التعصب هو رأى قلة قليلة من المسلمين. للمزيد أقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة بها..