توقعت صحيفة "واشنطن بوست "الأمريكية حدوث توتر كبير في العلاقات المصرية الأمريكية بسبب محاكمة أيمن نور زعيم حزب الغد على خلفية اتهامات بتزوير بعض توكيلات مؤسسي الحزب. وقالت الصحيفة إن المحاكمة تأتي في أعقاب لقاء أيمن نور مع كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية في زيارتها الأخيرة لمصر والتي طالبت فيها النظام المصري أن يكون نموذجا للإصلاح الديمقراطي في المنطقة كما طالبت الحكومة بإلغاء حالة الطوارئ ووقف المحاكمات العشوائية لمعارضيها. ووصفت صحيفة الواشنطن بوست أيمن نور بأنه أبرز المنافسين للرئيس مبارك في انتخابات الرئاسة المقبلة. وقالت إن محاكمة أيمن نور هي محاولة من الحكومة المصرية لمنعه من خوض سباق الانتخابات القادمة. وقد أفردت الصحيفة مساحات واسعة لتغطية تفاصيل اليوم الأول من المحاكمة ، حيث أكدت أن أكثر من 3 آلاف من رجال الأمن قد ضربوا طوقا أمنيا حول مبنى المحكمة وحاولوا منع نور ورفاقه من دخول قاعة المحكمة إلا بعد أن تلقوا تعليمات بالسماح لهم بالدخول. ونقلت الواشنطن بوست عن أيمن نور قوله إن الحكومة زجت ببعض المشبوهين لتلفيق الاتهامات له ، نافيا أن يكون قد قابلهم أو التقى بهم من قبل. وأشارت الصحيفة إلى حضور مسئولين من السفارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي لجلسة المحاكمة كمراقبين حيث سيعدون تقريرا يرفع للاتحاد الأوروبي وللإدارة الأمريكية عن سير المحاكمة وانطباعهم عنها. وقد علمت المصريون من مصادر أخرى أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قد يفرضان عقوبات اقتصادية على مصر في حالة إدانة أيمن نور باعتبار أن الحكم عليه يعتبر تراجع عن الإصلاح الديمقراطي لحرمانه من خوض الانتخابات الرئاسية القادمة بصفته أبرز المرشحين. وتوقعت الصحيفة صدور حكم بسجن أيمن نور 15 سنة وأشارت الواشنطن بوست لتصريحات نور لوكالة الأسوشيتد برس عشية محاكمته بأن المحاكمة يقصد بها الضغط عليه وعرقلة ترشيحه لانتخابات الرئاسة فضلا عن تشويه صورته لدى الناخبين بالرغم من عدم إعلان الرئيس رسميا ترشيحه لخوض الانتخابات. وقالت الصحيفة إن الرئيس مبارك لن يخاطر بمنافسة حرة على مقعد الرئاسة نظرا للرفض الشعبي له. وركزت على ما قاله أيمن نور لهيئة المحكمة بأن قاعة المحاكمة تحولت لسجن نظرا لوجود العشرات من رجال الأمن داخل القاعة كما وصف أيمن نور ، موجها كلامه لرئيس المحكمة المستشار عبد السلام جمعة ، بداية محاكمته بأنها تعتبر أسوأ بداية ، على حد قول الصحيفة. هذا وحتى إعداد هذا التقرير للنشر لم يصدر عن وزارة الخارجية الأمريكية أية تعليقات ربما انتظارا لجلسة المحاكمة القادمة والتي ينتظر أن تكون جلسة النطق بالحكم أو ربما انتظارا للتقارير التي قد ترفقها السفارة الأمريكية بالقاهرة عن سير المحاكمة.