قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الكونجرس ينبغي عليه التوضيح للرئيس مبارك أنه مخطئ، وطالبت نواب الكونجرس بضرورة الإصرار على توجيه أية مساعدات أمريكية إلى منظمات المجتمع المدني والإصلاحيين الديمقراطيين ضاربة المثل بأيمن نور رئيس حزب الغد وذلك، كما تقول الصحيفة، بدلا من الاستمرار في تقديم المساعدات لنظام مبارك . وبحسب وجهة نظر الصحيفة التي عبرت عنها في افتتاحية عنوانها "اضطهاد أحد الديمقراطيين"، فإن الدعم الأمريكي يجب أن يذهب لهؤلاء الذين يناضلون في الشرق الأوسط من أجل قضية الديمقراطية وليس لهؤلاء الاستبداديين الذي يضطهدونهم على نحو صارخ على حد تعبير الصحيفة . وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه منذ عام، أعلن الرئيس مبارك تحت ضغط من إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش السماح لمرشحي المعارضة بتحديه من خلال الانتخابات الرئاسية، حيث أطلق سراح أيمن نور مؤسس حزب الغد من السجن لخوض الانتخابات ضده، لكن الآن وكما تقول الصحيفة فإن الأمر قد تغير، حيث يعمل الرئيس المصري وذلك بعد أن استشعر تراجع الأجندة الديمقراطية للرئيس بوش على التخلص من المعارضة العلمانية المعتدلة لنظامه تاركا ما أسمته الصحيفة "الأصولية الإسلامية "ممثلة في جماعة الإخوان هي البديل المطروح. واستعرضت الصحيفة الحالة السياسية التي تمر بها البلاد في الوقت الراهن قائلة إن حزب الغد انهار بينما رفض التسجيل القانوني للأحزاب المعتدلة الأخرى مقارنة بجماعة الإخوان التي سمح لها بالفوز ب 88 مقعدا في مجلس الشعب، كما لم تنس "واشنطن بوست" الإشارة أيضا إلى رفع الحصانة عن ثلاثة من كبار القضاة بسبب الضغوط التي يمارسونها من أجل الإصلاح وبسبب إدانتهم على الملأ للتزوير الذي شهدته الانتخابات البرلمانية خلال العام الماضي. وأوضحت الصحيفة أن وزير الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس على ما بيدو لم تمارس أية ضغوط على الرئيس مبارك خلال زيارتها الأخيرة للقاهرة، رغم تأكيدها بأنها تحدثت صراحة خلال لقاءاتها عن سجن أيمن نور.. مدللة على ذلك بالقول إن قضاة استدعوا أيمن نور من السجن لاستجوابه بشأن تهم جديدة تزامنا مع زيارة رايس. انتقدت الصحيفة ما أسمته قسوة الرئيس مبارك في مواصلة اضطهاد أيمن نور المنافس الأكبر لجمال مبارك الذي أكدت الصحيفة أنه يجري في الوقت الراهن تهيأته لكي يخلف والده في الحكم.