فاينانشيال تايمز: تجربة الأكراد فى الحكم الذاتى بسوريا تهز قوى المنطقة

قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية إن أكراداً بدأوا تجربة فى الحكم الذاتى بسوريا، وأوضحت أن الأقلية الكردية بدأت تلك التجرية التى ستهز توازن القوى فى الشرق الأوسط المشتعل بالفعل، وربما تعقد من مفاوضات السلام فى جنيف لإنهاء الحرب الأهلية فى البلاد.
ففى الأسبوع الماضى أعلن الأكراد تأسيس منطقة تتمتع بما يشبه الحكم الذاتى فى روجافا، وهو الاسم الكردى لواحد من ثلاثة أجزاء للجزيرة الغنية بالنفط الواقع فى الممر الشمالى الغربى يقع بين العراق وتركيا.. وأعلنوا اسم 22 وزيرا لحكومة إقليمية فى مدينة القميلى، حيث تدفق مئات من المحتفلين إلى الشوارع ملوحين بالأعلام عشية محادثات جنيف.
وقال نواف خليل، المتحدث باسم حزب الاتحاد الديقراطى الذى يقف وراء تجرية الحكم الذاتى إن هذا الإعان يعتبر حدثا تاريخيا.
وأضاف: فى حين تشهد العديد من المناطق فى سوريا زيادة كبيرة فى الوحشية التى وصلت إلى مرحلة الحرب الأهلية، فإن الأكراد ومعهم جماعات عرقية أخرى نجحوا فى التعاون وإعلان حكومة تتمتع بالحكم الذاتى.
واعتبرت الصحيفة أن تلك الخطوة تمثل تحديا لحسابات العديد من الأطراف الرئيسية: النظام السورى والمعارضة العلمانية المتمثلة فى الائتلاف الوطنى السورى الذى يتفاوض الآن فى جنيف، والجماعات الإسلامية المقاتلة التى تتنافس من أجل السيطرة على شمال البلاد، وتركيا التى تشعر بعصبية خاصة إزاء التطلعات الوطنية للأقلية الكردية الموجودة بها.
كما أنه يمثل خطوة هامة أيضا فيما رأى البعض أنه محاولة لتفتيت سوريا التى تضم مزيجا من العرب السنة والطوائف الشيعية المختلفة والطوائف المسيحية وكذلك الأكراد الآشوريين.
ويقول أندرو تابلر، الخبير فى شئون سوريا بمعهد واشنطن إن الأمر شديد الأهمية ويمكن أن يكون نذيرا لأمور فى المستقبل.
وأضاف أنه على مدى أكثر من عام، كانت البلاد منقسمة بالفعل، وعندما يكون هناك نوع من الحكم الذاتى فإن التقسيم يحدث بحكم القانون، لأن هناك بالفعل أطرافا تعلن الحكم الذاتى.. وهذا مثير للجدل جدا لأنه يجعلها أشبه بالبلقان.