رغم أن زيارة الفنانة هند صبرى إلى فلسطين جاءت بعد تسلمها دعوة رسمية من السلطة الفلسطينية، إلا أنها فجأة وجدت نفسها محاصرة باتهام التطبيع مع إسرائيل بعد مشاركتها فى مهرجان القصبة السينمائى الدولى بفيلمها "صمت القصور" والذى أقيم فى رام الله، ولم يلتفت المهاجمون إلى أن المهرجان فلسطينى وتم تدشينه منذ أعوام لإعادة الحياة الفنية إلى فلسطين، بعد أن عانت طويلا ومازالت فى ظل وطأة الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية، ومن أهم أهدافه مساعدة أجيال الشعب الفلسطينى الحالية لمعرفة فن السينما، وهو ما يفتقرون إليه منذ بداية الانتفاضة الأولى، حيث أغلقت جميع دور العرض واقتصرت مشاهدة الأفلام على التليفزيون فقط. ورغم الأهداف النبيلة لزيارة هند صبرى وأهمية المهرجان لفلسطين فإن حناجر المهاجمين لم تلفت إلى كل ذلك، واستندت فقط على أن زيارة الأراضى الفلسطينية لا تأتى إلا بموافقة السلطات الإسرائيلية، وأن هند صبرى حصلت على تأشيرة إسرائيلية، رغم أنها فى الحقيقة سافرت عن طريق الأردن، ولم يفرق المهاجمون بين التطبيع مع إسرائيل وبين مشاركة فنان فى مهرجان سينمائى فلسطينى يخدم القضية الفلسطينية، ونجح فى جعل الجمهور الفلسطينى ينخرط فى الحياة الفنية التى افتقد إليها منذ سنين طويلة عن طريق عرض العديد من الأفلام. وتناسى من هاجم هند صبرى أن المهرجان يقام فى رام الله إحدى المناطق المحتلةبفلسطين، وأن الفنانة تشغل منصب سفيرة النوايا الحسنة بمنظمة اليونيسيف وذهبت إلى فلسطين، لتعلن تأييدها بطريقة إيجابية ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطينى وحقهم المشروع فى الدفاع عن أراضيهم، وذلك بعيدا عن الشعارات والتصريحات البعيدة عن أرض الأحداث الفعلية، حيث رأت هند أنها يجب أن تشاهد وضع الشعب الفلسطينى على حقيقته دون الاعتماد على النشرات الإخبارية أو برامج التليفزيون أو الأفلام السينمائية، وهو ما أكدته فى المؤتمر الصحفى الذى عقدته برام الله، حيث أشارت إلى أنها رأت أشياء لم تكن تتوقعها وأن حال الشعب الفلسطينى أسوأ مما تنقله نشرات الأخبار. وبدلا من أن يتم الإشادة بزيارة هند صبرى إلى فلسطين وسعيها لكسر الحصار المفروض على الفلسطينيين فوجئت بمهاجمتها، وهى لم تفعل شيئا خاطئا بل هو مجهود إيجابى منها، وأبلغ تأييد للقضية الفلسطينية، حيث زارت أيضا ضريح الزعيم الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، ووضعت عليه الزهور، وزارت ضريح الشاعر الفلسطينى الراحل محمود درويش، وقرأت الفاتحة على روحه، كما التقت رئيس السلطة الوطنية محمود عباس الذى شكرها على تلك الزيارة، وقال لها مقولة القيادى الفلسطينى الراحل فيصل الحسينى "من يزور السجين لا يطبع مع السجان"، كما التقت بسلام فياض رئيس الوزراء الفلسطينى وحملها رسالة إلى أشرف زكى نقيب الفنانين العرب، يدعو فيها جميع الفنانين إلى تكرار ما فعلته هند صبرى وزيارة الأراضى الفلسطينية. وكان الأولى بهؤلاء المهاجمين معرفة أن فلسطين تحتاج إلى دعم وتعاون ومساندة من جميع العرب، وكل فرد يحمل الجنسية العربية، بدلا من التفرغ لمهاجمة فنانة ليست عليها شبهات، وفعلت أمرا يحتذى به، لكن البعض يفضل دائما المزايدة على مواقف الفنانين ونجوم المجتمع وتلويث سمعتهم. هند نجحت فى رسم البسمة على شفاه أطفال الحجارة الذين يعانون يوميا من الاحتلال الإسرائيلى، ودفعت بالأمل فى نفوس الشباب الفلسطينيين، لأنهم فى أمس الحاجة لكى يتيقنوا ويروا بأنفسهم كيف أن الفنانين العرب يقفون بجوارهم وتشغلهم قضيتهم، وسعدت أمهات الفلسطينيين بوجود نجمة عربية شهيرة وسطهن، وهو ما ينبغى فعله بين حين وآخر لكى لا ينقطع الأمل من نفوس الفلسطينيين ونساعدهم فى محنتهم.