دعا الكاتب الكبير يوسف القعيد، والكاتب الكويتى الكبير إسماعيل فهد إسماعيل، بضرورة إطلاق حملة ترجمة كبيرة للقيام بنقل أعمال العرب الإبداعية إلى اللغة الأجنبية ليطلع مواطنو الغرب عليها، بعيدًا عن اختيارات المترجمين أنفسهم، والتى تبنى وفق هوى المترجم. جاء ذلك خلال اللقاء الفكرى بالقاعة الرئيسة ضمن فعاليات ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته ال45، بحضور الروائى الكبير يوسف القعيد، وإسماعيل فهد إسماعيل، والروائى الكبير يحيى يخلف وزير الثقافة الفلسطينى السابق. قال الروائى والشاعر الكويتى إسماعيل فهد إسماعيل إننى كتبت ثلاثة روايات وعندما أردت أن أكتب الرواية الرابعة كنت متردد حتى وقعت بين يدى "أخبار عزبة المنيسى" ليوسف القعيد، فهو رائد للرواية العربية وليس بمصر فحسب. وأشار إسماعيل إلى أن أول ما كان يحلم به هو أن يصبح مخرج سينمائى، وهو ما فعله من خلال التعبير عما بداخله عن طريق الورق والعمل الورقى سينمائى بالدرجة الأولى، فجاءت أعماله كلها لتطبيق حلمه على الورق، كما يقول. وحول التخوف من ارتباط كتابة الرواية بالأحداث لكون الأحدث متطورة ومتغيرة قال إسماعيل أن هناك كثير من الأجيال تريد ان تعرف التاريخ والأحداث بالتفصيل فيكون أمامهم ما كتب من قبل. وحول إعادة كتابة أعمال نجيب محفوظ لتحويلها إلى روايات للأطفال قال أنا ضد العبث فى المنتج التاريخى والأدبى والأديب ذاته عندما يصدر عملاً فلا يمكن أعادة كتابته لأنه مرتبط بالعصر الذى كتب فيه، ولكن تحويل روايات نجيب محفوظ بأسلوب سهل فهذا شىء جميل وعندما يكبر الطفل فسيبحث عن أعمال نجيب محفوظ، بكل تأكيد. وعلق إسماعيل على دور صناعة السينما فى مصر أوضح أن على مصر تصحيح مسار السينما فهى صاحبة التميز فى مجال صناعة السينما منذ أن أسسها طلعت حرب. وأضاف القعيد أن مصر هى صاحبة أول عرض مسرحى فى الإسكندرية ولكن للأسف فى السنوات السابقة تراجع المسرح كما أن تحويل نص أدبى إلى فيلم فيه تخوف لأن ثقافة الشعوب تغيرت. وأوضح القعيد أن طلعت حرب عندما أسس صناعة السينما تحولت إلى البند الثانى بعد صناعة القطن وكانت أرباحها كثيرة جدا، وتمنى القعيد تعافى ثقافة الشعب المصرى . وحول ترجمة الأعمال الأدبية العربية قال يوسف القعيد، إننا نترجم أعمال الغرب دون المطالبة بترجمة أعمالنا إلى الغرب، ويجب أن نشعر الغرب بأعمالنا ونشترط فى ترجمة أدبه أن يترجم أدبنا، والمقياس الأساسى هو إقبال المواطنين فى الغرب على روايتنا المترجمة. وفى السياق نفسه قال إسماعيل فهد إسماعيل بإنشاء حملة لترجمة أعمالنا الأدبية، لكى يتطلع الغرب على ثقافتنا. وحول الأجيال الصاعدة فى كتابة الرواية فى الكويت قال إسماعيل، إن الكتاب أجيال ولكن الكتابة الفاعلة والمعاصرة بدأت فى الستينيات فى الكويت وما قبل ذلك كانت الكتابة تعليمية نظاميه وأول رواية إبداعية كانت عام 70 وهى سماء زرقاء وبدرية وأعمال الكاتبة ليلى العثمان وطالب الرفاعى فهؤلاء لهم أعمال متميزة وإبداعية وإضافة إلى مجال الروايات وجيل الشباب الحقيقى الآن يمثل منافسة حقيقية ومنهم من يصل إلى جائزة البوكر والآن الكويت يوجد بها عدد كبير من الكتاب والروائيين. وحول علاقة الأديب بالسياسة أو السلطة قال إسماعيل، إن أول اعتقال لى كان بسبب كتابة قصيدة وكانت تحت اسم مستعار واستغربت عن كيف تمت معرفة أنى من قام بكتابة القصيدة، وأنا ضد انتماء المثقف إلى حزب معين أو منصب أو الاقتراب إلى سلطة معينة لأنه لا يستطيع التعبير إلا على فكر الحزب أو المنصب المنتمى له وإذا قال شىء فلا يكون مخلصا وإذا أراد أن يكتب بحرية يجب أن يكون بعيدا عن السلطة أو المنصب. وأضاف إسماعيل أن الصدام مع الحركات الإسلامية داخل الكويت الآن لم تحدث حتى الآن وربما يحدث الصدام فيما بعد بينى وبينهم. وعلق إسماعيل حول الأحداث التى تجرى فى مصر قائلاً: إن أى خطوة تبدأ من مصر والنهضة بدأت منها ثم تنسحب على العالم العربى أجمع وأن ما حصل فى 25 يناير أزالت الغمامة السوداء أمام العالم العربى وأن الإسلام السياسى مقبول فى نشر أفكاره بالديمقراطية ليساعد فى بناء الوطن ولكن أى تنظيم يستولى على السلطة فهنا لا يوجد حرية ولا ديمقراطية، بل يهاجم الحرية وهذا أمر مرفوض من الأساس، والقادم هو الأفضل.