دار الكتب والوثائق القومية، ليست مجرد مكان لحفظ الوثائق المصرية، أو عرضها، بل هى ذاكرة الوطن وسجلها المفتوح الذى يحوى ذخائرها المعرفية، وإلحاق أى ضرر بها يعنى ضياع جزء كبير من تاريخ مصر. وأهميتها ترجع كذلك إلى أنها أول مكتبة وطنية فى العالم العربى، إذ أنه فى عام 1870م، أصدر الخديوى إسماعيل قرارا بتأسيس دار للكتب بالقاهرة "الكتبخانة الخديوية المصرية" بناء على اقتراع على باشا مبارك ناظر ديوان المعارف آنذاك. وكانت مهمتها جمع المخطوطات والكتب النفيسة التى كان قد أوقفها السلاطين والأمراء والعلماء على المساجد والأضرحة والمدارس ليكون ذلك نواة لمكتبة عامة على نمط دور الكتب الوطنية فى أوربا، وأما انتقالها لمكانها الحالى بباب الخلق فتم عام 1904م. أما فى عام 2000م، بدأت عمليات الترميم والتطوير للمبنى التاريخى بباب الخلق لإعادة الوجه المعمارى والحضارى له، ليكون منارة للثقافة والتنوير على أحدث النظم العالمية، واستغرقت عملية التطوير أكثر من ستة أعوام. والجميل الذى لحق بهذا التطوير أنه تضمن مشروع تحويل الدار إلى مكتبة متخصصة فى الدراسات الشرقية تضم مخطوطات الدار "العربية والتركية والفارسية ومجموعة البرديات الإسلامية والمسكوكات وأوائل المطبوعات" إضافة إلى إنشاء متحف للمقتنيات التراثية ويعد هو الأول من نوعه فى مصر والمنطقة العربية، والذى يضم مخطوطات نادرة ومصاحف شريفة وبرديات إسلامية ونماذج من الوثائق والمسكوكات وخرائط، وأجهزة موسيقية ذات قيمة تاريخية؛ ليكون شاهدًا على ما قدمته دار الكتب من خدمات جليلة للثقافة العربية. المدهش أيضًا أنه تم ضمن مشروع التطوير، إعداد قاعات البحث والاطلاع وتجهيزها على أفضل مستوى لإتاحة الاطلاع على الكتب التراثية، وكتب اللغات الشرقية، ودوائر المعارف والموسوعات، وكتب التراجم، من خلال نظام الأرفف المفتوحة. الجميل أيضًا أنه تم تخصيص مكان بالمكتبة للعرض المتحفى يضم مجموعة من أندر المقتنيات التراثية الذى تقدم من خلاله دار الكتب أعظم ما خلفته الثقافة العربية، والإنسانية من مخطوطات فى مختلف المجالات تشمل الدين والطب والفلك والأدب واللغة، كتبت باللغات العربية والتركية والفارسية. كذلك مصاحف مخطوطة تتميز بجودة خطها وبراعة زخرفتها وجمال نقوشها المحلاة بالذهب وبرديات ولوحات الخط العربي، وأوائل المطبوعات، والدوريات، والخرائط، والعملات، والمسكوكات، ومقتنيات متحفية يراها الزائر لأول مرة، وقد تم تصميم قاعات العرض المتحفى على أحدث مستوى تقنى. وهذا ما يؤكد على دور الدار فى العمل على إحياء التراث العربي، وحفظ وصيانة مقتناياتها من الكتب وأوائل المطبوعات والدوريات والمخطوطات، وتنظيمها والتعريف بها. للمزيد من اخبار الثقافه.. النتائج الأولية لخسائر "الفن الإسلامى": تلف خمسين قطعة أهمها محراب خشبى نادر وإبريق مروان "الثقافة": تكلفة ترميم دار الوثائق تتجاوز خمسين مليون جنيه مباحثات بين "الإسكان والثقافة والآثار" لتقدير تلفيات الحادث الإرهابى