سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الإخوان" تجاهلت حادث تفجير المنصورة الإرهابى فور وقوعه.. وبعد 15 ساعة حاولت توظيفه لخدمتها.. وبعد 4 أيام تبرأت منه.. أحمد بان: الغباء السياسى لم يفارق الجماعة وضيعت جميع الفرص
كشف البيان الأخير الصادر عن جماعة الإخوان – التى صدر قرار من الحكومة بإدراجها ضمن قائمة المنظمات الإرهابية– والذى تبرأت فيه من حادث تفجير مديرية أمن المنصورة الأخير، أن الجماعة تمر بحالة شديدة من الارتباك والتخبط انعكست بشكل واضح على ردود أفعالها تجاه الحادث. ووفقا لتسلسل الأحداث، فإن جماعة الإخوان تجاهلت التعليق على حادث المنصورة، وأدانته فور حدوثه لعدة ساعات ثم صدر عنها بيان مقتضب باللغة الإنجليزية فى تمام الساعة 7:30 صباحا، قال فيه "إن هذا الهجوم يعد انتهاكًا لوحدة الشعب المصرى"، وطالبت بفتح تحقيق فورى يمكن من محاسبة مرتكبى هذه الجريمة. واتهمت فى البيان الذى نشر على موقع الجماعة باللغة الإنجليزية-المخصص لمخاطبة الرأى العام الغربى- الدكتور حازم الببلاوى رئيس الوزراء بإصدار بيانات وصفتها بالتحريضية، وأكدت أنها تأسى لرحيل أبناء وبنات مصر الأبرياء، وإنها تبعث بتعازيها لأهالى الضحايا والمصاب. فى المقابل خلا موقع الإخوان باللغة العربية "إخوان أون لاين" من أى بيانات صادرة عن الجماعة، لإدانة الحادث حيث لم يتم حتى ترجمة البيان الصادر عن الجماعة باللغة الإنجليزية إلى العربية. وفى حوالى الساعة ال10 صباحا، صدر بيان من تحالف دعم الإخوان أعرب عن إدانة التحالف للحادث، لكن سطوره حملت توظيفا سياسيا للحادث، حيث اتهم رجل أعمال بارز والمسئولين فى الدولة بأنهم يتحملون مسئولية الحادث. وفى حوالى الساعة ال3 عصرا، وبعد نشر أخبار عن تجاهل الجماعة إصدار بيان لإدانة الحادث، صدر بيان عن الإخوان- أى بعد حوالى مرور 15 ساعة على وقوع الحادث- وحمل البيان نفس لهجة التوظيف السياسى للحادث، حيث اعتبر أن الحادث هو محاولة لتشويه ماسماه ب"الحراك الثورى السلمى الحضارى المستمر منذ ستة أشهر"، بهدف إيقافه والقضاء عليه. وبعد مرور 4 أيام على الحادث، أصدرت الجماعة بيانا أمس تبرأت فيه من الحادث بعد الاتهامات التى لاحقتها، وقالت فيه: "والإخوان المسلمون يعلنون من الآن أنهم برآء من كل حادثة عنف ارتكبت، أو سترتكب، وأنهم سلميون فى الماضى والحاضر، وسيظلون- بإذن الله- فى المستقبل، وأنهم لا يمكن أن يريقوا قطرة دم واحدة، ولا أن يخربوا بنيانًا عامرًا، لأنهم دعاة خير وسلام وتقدم، ولأن قيم الإسلام هى التى تحكمهم فى كل أفكارهم ومبادئهم وأعمالهم". وفى السياق ذاته، اختفت قيادات الإخوان عن المشهد تماما، حيث لم يدل الدكتور محمد على بشر المفوض بإدارة الشئون السياسية للجماعة، بأى تصريحات عن الحادث فى حين تواترت الأنباء عن هروب الدكتور عمرو دراج المفوض بإدارة شئون حزب الحرية والعدالة أى خارج البلاد. بينما صدرت تصريحات عن قيادات بالجماعة، حملت نفس التوظيف السياسى للحادث، مثل التصريح الصادر عن طارق قطب عضو مجلس الشعب السابق عن الحرية والعدالة بالمنصورة، والذى قال فيه "إن هذه الأحداث هى ألاعيب مكشوفة" فى اتهام صريح للسلطات بأنها من دبر حادث المنصورة. من ناحيته، أكد أحمد بان الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن رد فعل جماعة الإخوان على حادث انفجار مديرية أمن الدقهلية كان متأخرا، وهو ما يؤكد أن الغباء السياسى لم يفارق جماعة الإخوان حتى هذه اللحظة فى إدارة الأمور السياسية، لافتا إلى أن توظيف الجماعة للحادث من أجل خدمة أهدافها لأن لها حجج على هذا الحادث. وأضاف أن الجماعة أهدرت فرصا كثيرة للمصالحة، كانت كفيلة أن تنهى الأزمة الدائرة الآن، إلا أنها ضيعت جميع الفرص، مطالبها بتحمل كافة ما حدث لها، لافتا إلى أن بيان الجماعة الذى أعلنت فيه تبرأها من الأحداث كان يجب أن يكون عقب الحادث وليس الآن. وشدد على ضرورة أن يتبرأ عدد من قيادات جماعة الإخوان عن الجماعة، وتقوم بانتخاب قيادات جديدة تستطيع أن تبدأ تفاوض جديد مع الدولة كى تنهى حالة الصراع المتأزمة.