ردود أفعال جماعة الإخوان المسلمين تجاه الجريمة الإرهابية البشعة, ضد مديرية أمن الدقهلية, لها دلالات تلفت النظر! إن أول مايسترعي الانتباه هو المقارنة بين البيانين الصادرين عن الإخوان بشأن الحادث, واللذين صدرا باللغتين الإنجليزية و العربية! البيان الصادر باللغة الإنجليزية, هو الذي صدر فورا ومبكرا, وبالتحديد في الساعة السابعة صباحا و26 دقيقة بتوقيت مكةالمكرمة( أي السادسة و26 دقيقة صباحا بتوقيت القاهرة) أي عقب الحادث بنحو خمس ساعات فقط, أي أنه تمت كتابته علي عجل في الفجر, وصدر كبيان صحفي باسم الإخوان موجها إلي الخارج( الولاياتالمتحدة, وأوروبا, وطبعا تركيا..إلخ) أما البيان باللغة العربية, الذي يفترض أنه موجه إلي الشعب المصري, وإلي أهل المنصورة, وإلي أهالي وأقارب الضحايا من الشهداء والمصابين, فقد صدر في الساعة الرابعة و39 دقيقة مساء بتوقيت مكةالمكرمة( أي نحو الساعة الرابعة إلا ثلثا عصرا بتوقيت القاهرة) أي بعد البيان بالإنجليزية بتسع ساعات تقريبا! ما دلالة ذلك وما مغزاه؟ إنه يظهر بشكل بسيط جدا أولويات الاهتمام الإخواني الحالي, مايهمهم أولاوقبل كل شيء- هو مخاطبة' أهلهم وعشيرتهم' في الولاياتالمتحدة, وربما أيضا تركيا, في بيان موجز, ومتقن في لغته الإنجليزية, يعتبر فيه الحادث هجوما مباشرا علي وحدة الشعب المصري, ويطالب بالتحقيق لمعرفة مرتكبيه, ويستنكر أقوال الببلاوي( رئيس الحكومة الدمية في يد الطغمة العسكرية الحاكمة!) ثم ينعي الضحايا ويعزي ذويهم. أما البيان باللغة العربية, المتأخر والمطول فهو مليء بالإنشاء اللغوي المعتاد, ولكن الأخطر أنه يقول إنه لايمكن إغفال دور' أحد رجال الأعمال الطائفيين' و' المرتبطين بالغرب'؟! وأحد' الإعلاميين' في الحادث, وهو كلام لا يمكن لهم طبعا قوله بالإنجليزية! ولكن لحسن الحظ فإن الشعب المصري, وشعب المنصورة في المقدمة, كشف هذا كله مبكرا جدا, وعبر عن رأيه بكل وضوح وقوة, وأدان علي الفور المجرمين الحقيقيين! لمزيد من مقالات د.أسامة الغزالى حرب