السيد رئيس الوزراء: مايحدث الأن فى مصر، من تخريب فى الممتلكات العامة والخاصة للدولة، والأفراد، هو إرهاب بمعنى الكلمة، وهو مخطط يهدم الدولة المصرية، ليس الآن فقط، وإنما تدمير لأجيال قادمة كثيرة. عندما نرى أن التمويل وصل إلى أطفالنا الصغار، الذين لم يتعدوا عمر العاشرة، بخروجهم لمظاهرات لم يعلموا عنها شيئا، وهم يحملون أكفانهم على أيديهم، هو تربية جيل من الحاقدين على المجتمع، وبالتالى خلق نوعا جديدا من التفرقة بين أفراد المجتمع الواحد، بعد فشل مخططهم فى إحداث الفتنة الطائفية. نرجو منك، سرعة اتخاذ قرار سليم، لوضع حد لما يحدث الآن وتأكدوا أن المجتمع بأكمله سيقف بجانبكم، وسيكون قرارا شعبيا قبل أن يكون سياسيًا، وهناك أمثلة على ذلك فلا داع للقلق. - تعظيم سلام، لكل رجال القوات المسلحة، ورجال الشرطة حماة هذه البلد، وعمودها الفقرى، الذى مازالت وسوف تزال تقف عليه طالما كان هناك منها مخلصون أمثالكم، أمس، واليوم، وغدا قضيتكم ليست قضية جماعة تنهش فيكم، اتركوا كل هذه المهاترات خلفكم، واستمروا فى نجاحكم، وليس عملكم لأنكم تحملتم أكثر من المنوط إليكم، ونعلم جيدا أنكم أكبر من ذلك، وقادرون على التحمل بما يفوق ذلك، ليس لأنه عملكم، ولكن لأنكم تحبون هذه البلد عشتوا من أجلها، وتستشهدوا يوميًا من أجلها، واعلموا دائما أنكم رمز الصمود، والتحدى، والمثل الأعلى لأى طفل أو شاب، أمد الله عمركم، وحماكم، ووفقكم إلى مافيه الخير لكم، وبلدكم مصر. - إلى شباب الإخوان، يوم بعد يوم تزداد الفجوة بينكم، وبين المجتمع، وكأنكم آتون من برج عال إلى شعب لم يفهم، ولم يتعلم ولم يدرس، ولم يستفد من تجاربكم السابقة، أعلم جيدا أن الجماعة لن تموت، وتستعد مستقبلا بشكل جديد، وبطرق مختلفة، تتناسب مع المجتمع الجديد، لذلك أتمنى منكم أن تعودوا سريعا إلى حضن المجتمع، راجعوا أنفسكم، وقدموا مصلحة الوطن على المصلحة الشخصية للجماعة، الوطن يناديكم قبل أن ينفذ الوقت، الجماعة بنيت من أجل الدعوة إلى الدين، وليست من أجل السياسة، إن انتقالكم إلى السياسة، فإنكم توظفون تشكيلاتكم، وما اكتسبتموه من ثقة لأجل بناء السلطة السياسية، أو معارضتها، وليس لأجل بناء المجتمعات، وتمكينها، وما تفعلون الآن يثبت أنكم لا تبحثون عن شرعية الوطن، ولكن عن شرعية الجماعة. - إلى الشعب المصرى، حان الوقت لنتحد، ونتحاور من أجل الوطن، تذكروا أن أول رسالة أرسلها نابليون للشعب المصرى كانت تحمل الحب، والتقدير، ثم بعد ذلك انقلب على الشعب المصرى وهذا ماتم فعله من جماعة الإخوان المسلمين قبل وبعد الانتخابات لم نتعلم من الماضى، ولكن اليوم نواجه نفس المشكلات، وعلينا أن نستفيد، وندرك الدرس جيدا، فعلينا جميعا أن نقف خلف جيشنا ورجال الشرطة، فهم لا ولاء لهم، ولا انتماء إلا للوطن، ولم يكن ولاؤهم لأشخاص، كانوا ومازالوا هم درع الدفاع الواقى لنا. وأذكركم بقصة صغيرة، حتى لا يوهموكم بأن العسكر يخربون البلد فانظروا جيدا إلى مصر بعد رحيل مبارك، ولم يكن هناك تخريب وبعد رحيل مرسى، وكمية التخريب التى حدثت من أجله، هكذا تفعل القوات المسلحة والشرطة، حتى وإن أخطأوا ورحلوا لم يتركوا ما يسيئ إلى تاريخهم العسكرى، وماقدموه لهذا الوطن، وأن مشكلات الوطن لن تحل بالعنف، والعنف المضاد، أرسلوا رسالة سلام وحب إلى العالم أجمع، بتحديكم للمرحلة الحالية، والتغلب عليها، دام لنا الوطن فى عز وكرامة بأيدى أبنائه الكرام .