تعددت الأحداث والموت فى عصر الإخوان هو النتيجة الوحيدة سواء كان إعلانًا ديكتاتوريًا، أو ذكرى أحداث الاتحادية ومحمد محمود الأولى، أو حتى بدون سبب، الموت للنشطاء الذين حاولوا فضح ممارسات الإخوان القذرة، أسماء هى الأبرز فى عهد الإخوان بدءا من جابر جيكا، مرورا بكريستى الإخوانى الذى رفض ممارسات جماعته، نهاية بالصحفى الحسينى أبو ضيف الذى قتله نهمه لفضح الإخوان ولكن بالصوت والصورة، ولكن مع الأسف ماذا قدمت لهم حكومة الببلاوى العاجزة عن التفكير، قدمت لهم نصبا تذكاريا لهم ولشهداء الشرطة التى كانت إحدى أدوات قتل أو تعذيب النشطاء، فرصة قدمتها الحكومة الفاشلة للإخوان ليستجدوا ويستميلوا كارهى الشرطة، كما لم تهتم أو تلق بالا للقضايا المرفوعة من أهالى هؤلاء الشهداء، لم تتحرك النيابة العامة لإقامة العدل الذى ينتظرونه. الحاجة سامية عز العرب الشيخ والدة الشهيد محمد الجندى تقول عما يحدث فى الساحة المصرية: «أولا من نزلوا ليسوا من أهالى شهداء يناير أو الثوار لأننا اتفقنا على ألا ننزل، حتى نضيع على الإخوان انتهاز الفرصة بتواجدنا لإثارة أحداث شغب.. قليل من التفكير لن يضير وكان على الداخلية أن تنتهج مسلكا آخر فى تعاملها مع الشعب بعد ثورة 30 يونيو وأن يكون لديها الحكمة الكافية لتعتذر لأهالى الشهداء حتى تكسب ثقة الشارع والمواطن المصرى مرة أخرى، ثانيا لا نستطيع أن نلوم الأولاد المغيبين فيما يحدث لأن الخطأ واللوم يقع أولا على الدولة التى أخطأت فى حقهم وحرمتهم من تعليم حقيقى ليذهب الناس إلى المدارس الخاصة الإخوانية والأجنبية وبدلا من أن يدرسوا قيمة الوطن لم يتعلموا معنى الانتماء ولم يتعلموا ترديد النشيد كما كنا نفعل فى السابق، ونقدر جهود الحكومة الحالية فى محاولاتها لتخليد أسماء أبنائنا على الشوارع والميادين ولكن كان الأولى بهم أن يتم إطلاق اسم محمد الجندى على الشارع الذى نشأ به فى مسقط رأسه بالغربية بدلا من البحيرة أو الإسكندرية، أو يتم إطلاق اسمه على مدرسة «سعيد العريان الإعدادية» والتى تعلم بها، وإضافة أسماء الشهداء فى كتب التربية الوطنية حتى تعرف الأجيال القادمة أن هناك من ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن.
لا أزايد على موت ابنى فيموت مقابله المزيد من الشباب وتتحسر قلوب أمهات مثلى، الرحمة حلوة، وأنا لا أنسى محمد ابنى وقراءة القرآن له أفضل من النزول لتتحول إحياء الذكرى إلى بحيرات دماء جديدة»، وفجرت الحاجة سامية مفاجأة لنا قائلة: «ابنى مات لأنه لم يهتم بالتهديدات التى كانت تلاحقه بعد مشاجرته مع أحد أعضاء نادى المعلمين بعد أن بدأ فى تعليق لافتات لتوجيه الناس للتصويت بنعم للدستور الإخوانى، الأمر الذى رفضه ابنى وقال له الجندى: «إما أن ترفع اللافتات وإما أعلق لافتات تدعو بالتصويت بلا بالمثل، ساعتها هدده ذلك العضو والذى علمت فيما بعد أنه عضو بحزب الحرية والعدالة، وقام بإبلاغ مكتب الإرشاد وقام بكتابة تقرير للحزب أيضا، بعدها بدأ ابنى يتلقى العديد من التهديدات التى للأسف لم يتعامل معها بجدية».
وعن أداء حكومة الببلاوى علقت أم الجندى قائلة: «للأسف أداء الحكومة بطىء جدًا ولا يحمل فى مضمونه روح الثورة التى قام بها الناس سواء فى 25 يناير أو فى 30 يونيو مما أحبط العديدين وأغلبهم الموجودون حاليا وجوه كانت موجودة فى نظام مبارك، مما أثار غضب العديدين وحفيظة الآخرين، وتحسرت الحاجة سامية على مسار قضية ابنها عند سؤالها على تطورات القضية قائلة: «للآسف مازالت القضية فى أروقة النيابة ولا أعلم أين وصلت على الرغم من وجود أربعة محامين، الدولة لم تهتم بقضايا قتل النشطاء والمتظاهرين وكل ما اهتمت به ملف قتل الحسينى أبو ضيف لأنه يدين محمد مرسى مباشرة، أما بقية الشهداء فللأسف هم منسيون»، وحذرت أم الجندى من عودة الإخوان قائلة: «الإخوان عائدون مادام هناك تمويل أجنبى لمخططاتهم ومن ورائهم جيل مغيب الوعى، فى الوقت الحالى ليس لهم شعبية بين المصريين خاصة بعد الأحداث الأخيرة.
ونفى صلاح جابر والد «جابر جيكا» شهيد أحداث محمد محمود أن يكون دعا لمظاهرات عنف قائلا: «نحن لم ولن ندعو لمظاهرات للاشتباك بين المتظاهرين وبين أى طرف لأننا فى عرض نقطة دماء واحدة فهى أغلى لدينا من احتفاء يقود البلد للزعزعة، «جددنا مطالبنا بإقامة دولة العدل، ومحاسبة من قتل الشهداء، من جانبى أنا أعرف قتلة ابنى جيكا جيدا ولن تكون هناك دولة قانون إن لم يتم محاسبة الجميع والاستقرار لن يعود إذا كان هناك ناس فوق القانون، إذا عملنا بروح ثورة 30 يونيو بجد فيجب أن يحاسب كل من تواطأ فى أحداث محمد محمود سواء من الجيش أو الشرطة أو الإخوان فيما بعد، وتساءل والد جيكا عن سبب توقف سير قضية ابنه بعدما قام بفتحها المستشار عبد المجيد محمود بعد عودته لمنصب النائب العام بعد ثورة 30 يونيو، إلا أن هناك أطرافا متورطة لا يريدون الزج بهم أو بأسمائهم فى القضية ولذلك توقف سير التحقيقات، هناك متهمون يريدون غض الطرف عنها، أما إذا جاءت حكومة ثورية فستكون هناك محاكمات ويتم العدل أساس الملك، لا تأخذوا من حكومة الببلاوى شماعة لمداراة الحقيقة كلنا نعلم أن من يحكم مصر هى الشرطة والجيش، وهم لن يزجوا أبدا بأسماء ناس تورطوا فى أحداث محمد محمود، حكومة الببلاوى عاجزة لأنها حكومة صورية لا تملك قراراتها، لهذا نحن ننادى بحكومة ثورية تستطيع محاسبة كل من شارك فى سفك دماء المصريين.
وعن أداء حكومة الببلاوى تهكم صلاح قائلا: «حكومة الببلاوى ليس لها أنياب، القرارات المهمة فى يد الشرطة والجيش، والحكومة عاجزة لا تملك قوة لتنفيذ أى شىء، طلعوا الحكومة من الحسبة التى لا حول لها ولا قوة ولا تعلقوا فشل ما يحدث على الحكومة، وإذا كانت تملك قرارات فعلية فلماذا السفير القطرى موجود حتى الآن داخل مصر ولم يتم طرده؟!!»، وقال الحاج صلاح: «يجب على الحكومة أن تنتبه أن هناك كارهين لحكم العسكر وهؤلاء سينضمون للإخوان إذا لم يشعروا أن من يقود البلد يعمل من أجل تحقيق ثورتى يناير ويونيو، مثلما حدث فى جولة الإعادة وكسب الإخوان صوت هؤلاء الثوار فى المرة الأولى أثناء جولة الإعادة بين شفيق ومرسى كرها فى المجلس العسكرى وعودة دولة مبارك، أما إذا عاد الإخوان فسيكون هذا الخراب الحقيقى لمصر والنهائى، إن أردتموهم فصيلا فى الواقع السياسى يجب محاسبتهم ومحاسبة كل من الشرطة والجيش».
أما سالم أبو ضيف شقيق الصحفى الحسينى أبو ضيف الذى قُتل فى موقعة الاتحادية فيقول: «مسار القضية يمشى جيدا وهى الآن فى محكمة الجنايات ومتهم فيها محمد مرسى وبديع والشاطر لأن هناك تسجيلات الحرس الجمهورى التى تؤكد إصدار مرسى أوامر بقتل معتصمى الاتحادية، وصديق «الحسينى» شاهد قتل الحسينى أمامه بعد أن وثق ما قام به أنصار المعزول من تعد بالأسلحة المتطورة على معتصمى الاتحادية، كنت واحدا من مؤيدى الإخوان وكنت أعلم أن الحسينى رحمه الله ذو توجه ناصرى وكان عضوا فى الحزب العربى الناصرى، وعندما رأيت صلاح عبد المقصود وزير الإعلام يقول إن الحسينى كان إخوانيا تيقنت فعلا أنهم تجار دين، ومع الإفراج الذى حصل عليه المعتدون الأساسيون والقبض على معتصمى التحرير على يد النائب الملاكى الإخوانى عرفت لماذا كان «الحسينى» يحاول الكشف عن ممارساتهم الدنيئة كجماعة.
الحسينى مات برصاص «دمدم» المحرم دوليا، وهو نفس نوع رصاص المسدس الذى وجدوه فى يد أحد حراس خيرت الشاطر، ولهذا وبعد أن قام عبد المجيد محمود فور عودته لمنصب النائب العام بإعادة فتح التحقيقات فى مقتل الحسينى أبو ضيف أطلب من الطب الشرعى أن يستخرج جثة الحسينى مرة أخرى ليطابقوها برصاص مسدس حارس الشاطر»، ويجب أن تحترم الدولة فالثورة قامت من أجل دولة مدنية، وهو الأمر الذى يجب أن تحذر منه الحكومة لأنه فى حال عودة العسكر ستكون الثغرة التى ينفذ منها الإخوان، يجب على الحكومة أن تستغل أن الإخوان أصبحوا جماعة منتهية شعبيا خاصة بعد أحداث الأسبوع الماضى والتى سبقت وأعقبت أحداث ذكرى محمد محمود الثانية، لتكسب ثقة الشعب والوفاء بمطالب ثورتى 30 يونيو و25 يناير» وأنهى أبو ضيف كلامه قائلا: «إن آخر ما كتب الحسينى على حسابه بتويتر : «أطلب منكم أن تستكملوا ما بدأته إذا استشهدت» وسوف أكمله حتى أرى مرسى وجماعته ينالون عقابهم، الإخوان ليسوا ال14 قيادة وليسوا بديع والشاطر ومرسى بل هم خلايا الصف الثانى التى تؤجج مظاهرات ضد الدولة، وعلى حكومة الببلاوى المرتعشة التى خذلتنا أن تستفيق وأن تأتى لنا بقصاص شهدائنا»!