سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور.. طريق ضحايا التحرش لأخذ حقهن يبدأ فى الشارع ب"حصل خير" وينتهى فى القسم ب"عملك إيه يا مزة؟".. آلاء الضابط قالها "إنتى معقدة من الرجالة"..صابرين راحت النيابة 4 مرات.. ورانيا شايلة معاها شاكوش
ببجاحة انتهك جسدها فى منتصف الطريق دون أن يلاحظه أحد سوى كرامتها التى قررت الانتقام ممن تحرش بها، بينما تمر بأقصى لحظات الضعف استجمعت نفسها وأمسكت به مطالبه النجدة من المارة الذين تجمعوا حولها فى مشهد مكرر فى الشوارع المصرية غير أنها كسرت رتابته برفضها القبول سوى بكرامتها كاملة وتحرير محضر للمتحرش، هنا يبدأ طريق القسم لضحية التحرش حيث يتغير كل شىء من محاولة الدفاع عنها إلى وضع الهجوم، بداية من المارة الذين رفعوا شعار "حصل خير والموضوع مش مستاهل"، وصولا إلى أبواب القسم الذى وقفت عنده كلمات "عمَلِك إيه يا مزه؟" هذه واحدة من عشرات القصص التى حكتها سومة حسين، المتحدثة باسم مجموعة "بنات مصر خط أحمر"، التى عملت على ملف التحرش، عن طريق البنات اللاتى قررن التمسك بكل ما يقال عن مقاومة التحرش والتصرف بإيجابيه تجاهه، بداية من اتخاذهن القرار وصولا إلى أبواب القسم والنيابة، وتتابع عن هذه القصة "بمجرد دخولنا القسم ومقابلة أمين الشرطة لينا بكلمة عملك إية يا مزة، قولت ليه أحنا كده هنحتاج محضرين واحد للمتحرش وواحد لحضرتك، لكن طبعا ما قدرناش نعمل غير الأول"، تعود إلى بداية القصة وتقول "الناس اللى بتقول للبنت حصل خير ما بتكونش فاهمة أن البنت ما حصلهاش خير، وأن لو كل واحده ما خدتش حقها التحرش عمره ما هينتهى". من شارع الدقى إلى ميدان المساحة طاردت آلاء سعد، خريجة جامعة إعلام القاهرة، الشخص الذى تحرش بها حتى قبضت عليه، لتبدأ طريقا جديدا إلى القسم، بمجرد أن وصلت يديها إليه صفعته على وجهه صفعة كفلت أن يفترش طريقها إلى القسم بعبارات "إنتى كده خدتى حقك عايزة إيه ثانى؟" و"بلاش تبهدلى نفسك فى المحاكم"، وحين وصلت القسم كان قرار الضابط أنها "متعقده من الرجالة"، تأخذ نفس عميق قبل أن تقول: "بمجرد ما قررت أنى هاخد حقى بقيت متهمة فى نظر الكل، وفى القسم كانوا بيعاملونى على إنى أنا الجانى مش المجنى عليه، ولما الضابط قالى إنتى عندك عقدة من الرجالة وحاولت أثبت كلامه فى المحضر أمين الشرطة قالى أنا بشتغل عنده ما أقدرش أكتب كده". "بدأت أحس بالإنصاف فى النيابة" تكمل الفتاة العشرينية قصتها وتتابع "هناك بدأ التحقيق بجد، ودلوقتى الموضوع تطور لقضية ولسه مكملة طريقى ومش هسيب حقى". فى نهار رمضان الماضى بدأ طريق صابرين حسين نحو قسم عابدين عقب إلقائها القبض على من تحرش بها مقابل تحمل بعض الصفعات والضربات لحين التفاف الناس حولها لمساعدتها ثم لتحذيرها من استكمال حقها بكلمة "حرام عليكى نفسك هتتبهدلى"، وتقول "صممت أخد حقى لكن أكتشفت أن كلمة بهدلة هى التعريف الحقيقى عشان أوصل لحقى، وقتها بعد مشاوير القسم روحت النيابة أربع مرات فى أسبوع واحد عشان التحقيق، وفى النهاية اكتشفت أنى بسجنى للشخص ده بعمل مجرم جديد مش متحرش بس". عقب رحلة طويلة مع "البهدلة" مثلما تقول "صابرين" تم بالفعل وضع الشخص الذى تحرش بها فى السجن، ومع زيارات والدته اكتشفت أنه مسجون مع المجرمين، وتأكدت أنه يتعرض للضرب بشكل يومى، ليتحول نضالها لمكافحة التحرش إلى خلق مجرم تقول عنه "أتفقت مع أهله إنى هتنازل عن المحضر فى مقابل أنه يخضع لجلسات تأهيل نفسى لعلاجه، واتفقنا مع مجموعة بتشتغل فى مجال التحرش لتبنى الموضوع، وأتنازلت فعلا عن المحضر، عشان أوصل لهدفى الحقيقى بعد اللى اكتشفته". رانيا رفعت هى محامية وناشطة فى حقوق المرأة وواحدة من اللاتى عانين من التحرش سنوات طويلة، ولكنها وجدت الحل بعيدا عن طرق الأقسام والقانون الذى تنتمى إليه، وتقول "الحل هو الشاكوش، أنا بمشى فى الشارع بشاكوش واضح فى إيدى وده الحاجة الوحيدة اللى منعت التحرش، والسخرية أن اللى دفعنى لده أنى محامية عارفة إزاى فى القسم بيتعاملوا مع المرأة اللى بتقول أنها تعرضت لتحرش". وتتابع "رفعت"، وضع الحلول العملية وتقول: "الحل الوحيد أن يكون فى مرأة ضابط فى كل قسم، تختص بكل قضايا المرأة لحد ما يتم تأهيل الضباط بشكل كافى، لتقبل هذه الحالات وكيفية التعامل معها، الضابط فى النهاية بيكون شايف أن لبس البنت أو طريقتها هى اللى دفعت الشاب للتحرش، وأن مهما كان اللى الشاب عمله ما يستاهلش أنه يتسجن ومستقبله يضيع".