كشف الصين اليوم النقاب عن الشجرة الجديدة لعائلة الفيلسوف الصينى الشهير كونفوشيوس متضمنة ثمانين جزءا يتكون كل منها من 43 ألف صفحة وقد أصبحت تضم مليونى شخص، أى بزيادة ثلاث مرات على النسخة السابقة من شجرة النسب الأخيرة لعائلته، ولتصبح بذلك أكبر شجرة فى العالم. تم الكشف عن هذه الشجرة الجديدة فى مسقط رأس الفيلسوف الأعظم بمدينة (تشيويفو) بمقاطعة (شاندونج) جنوب شرق الصين إيذانا ببدء المراسيم الرئيسية والرسمية والختامية للاحتفالات التى تقام على مدار شهر سبتمبر بأكمله فى شتى المقاطعات الصينية الإحدى والثلاثين وذلك بمناسبة مرور 2560 عاما على ولادة هذا الحكيم الكبير. وقد تولى إعداد هذه الشجرة معهد بكين للجينوم التابع للأكاديمية الصينية للعلوم بعد أن أقام قاعدة بيانات للمنحدرين من عائلة كونفوسيوش من خلال إجراء اختبارات ال" دى إن إيه"على أشخاص مباشرين قلائل. وقال دنغ يا جون وهو مسئول بمعهد بكين للجينوم إن جهاز الاختبار يستطيع قراءة المعلومات الجينية لأى شخص فى غضون يوم، وبمقارنتها بقاعدة البيانات يمكن التأكد من حقيقة ما إذا كان هذا الشخص منحدرا من عائلة كونفوشيوس أم لا. ويجرى المعهد بشكل دورى مراجعة شجرة نسب كونفوشيوس والتى يعد الانتساب إليها علامة شرف، وهى مهمة بالغة الصعوبة فيما يعتقد أن بعض الأشخاص ممن يحملون لقب كونغ ينحدرون من عائلة الفيلسوف العظيم ولكن ليس لديهم شجرة نسب وليس لديهم حتى أدنى فكرة عن الجيل الذين ينتمون إليه. وللمرة الأولى، ضمت الشجرة أفرادا ينتمون إلى أقليات عرقية ونساء وصينيين يعيشون فى الخارج، علما بأن النسخة السابقة تمت مراجعتها فى عام 1937 حين بلغ تعداد أفرادها آنذاك 560 ألف شخص وفقا للجنة جمع نسب كونفوشيوس. وقال "كونغ ديونغ" أحد المنحدرين من الجيل السابع والسبعين للفيلسوف الذى يعرف فى الصين بلقب "المعلم كونغ" أو "الحكيم كونغ" أو "أبو الفلاسفة" أن هذه الشجرة ليست مهمة للبحث الأكاديمى فحسب بل أيضا من أجل مساعدة أفراد سلالة كونفوشيوس فى العالم على التعرف على أجدادهم وتقوية أواصر العلاقات العائلية. والاسم الحقيقى لكونفوشيوس وفقا لما هو مدون فى السجلات التاريخية هو (كونغ تسى تشونغ نى) وقد ولد فى العام 551 قبل الميلاد ومات فى عام 477 قبل الميلاد، وعاش إبان عصر الممالك المتحاربة المعروفة بفترة الربيع والخريف (770-221 قبل الميلاد) ويحتل إلى اليوم مكانة الآلهة والقديسين فى قلوب عموم مواطنى الصين حيث تجمعهم- إلى حد التوحد- تعاليمه ومبادئه التى طالما شكلت جوهر الثقافة الصينية على امتداد أكثر من ألفى عام فيما بدأت تنتشر فى عموم القارة الآسيوية اعتبارا من القرن الحادى عشر وفى القارة الأوروبية اعتبارا من القرن السادس عشر.