طالب الشاعر والناقد شعبان يوسف، وزارة الثقافة ومؤسساتها المسئولة عن النشر، أن تجمع أعمال الكاتب سليمان فياض، وتعيد طبعها ونشرها من جديد، منتقدا فكرة إقحام السياسة فى الثقافة، قائلا "لا يعجبنى إقحام الثقافة بالسياسة طوال الوقت، فالثقافة مجال نوعى، وعلاقته بالسياسة ليست مباشرة، فلو قمت بدورى فى الثقافة جيداً، أكون بذلك أديت واجبى، فكل منا له دوره الخاص فى حقله، وندوة اليوم هى أدبية بامتياز لتكريم قامة أدبية كبيرة وهو الكاتب سليمان فياض". وأضاف شعبان خلال الندوة التى عقدت بمؤتمر الأدباء الرابع عشر بالفيوم، بدأت حياة سليمان فياض الأدبية منذ أواخر الأربعينيات، وله مجهودات كبيرة جداً سواء فى الأدب أو الأبحاث، ورغم ذلك فهو يعتبر من القابعين طوال الوقت فى الكواليس. وأوضح شعبان، أن لسليمان فياض أعمالا كثيرة لم تنشر، سواء قصصية أو روائية، فهو اعتبر أول من كتب فى روايات الغربة، كتب رواية قصيرة بعنوان "لا أحد" وكذلك "القرين"، ويطلق عليه حكاء القرية لأنه متعدد فى الأشكال الكتابية، وله أبحاث فى اللغة العربية، وله قواميس فى اللغة ككتاب "النميمة" الذى كشف فيه أسرار الحياة الثقافية، وأدلى بأسرار كبيرة عن كتاب مجهولين. من جهتها قالت الكاتبة سمر إبراهيم، "إن سليمان فياض يكاد يكون بالنسبة لى الكون كله، فهو الذى أرشدنى لكل همسة فى حياتى اليومية، فهو بجانبيه الإبداعى والإنسانى عالم معقد ملىء بالصراعات، يتمثل الصراع الأول بداخله، كونه أزهرى الثقافة تقليدى النزعة، ولكنه يحاول الخروج عن هذا فى كتاباته، ويظهر ذلك أيضًا فى ابتعاده عن علماء الفقه والدين. وأضافت سمر إبراهيم، أن فياض فى كتاباته يميل للتكثيف، فلا تجد عنده روايات طويلة، ولكنه كتب الرواية القصيرة، والقصة القصيرة، فمنهجه هو أن يكتب عما يعرف بدون زيادة حتى لا تستطيع حذف جملة واحدة. وأوضحت سمر إبراهيم، أن هناك صراعًا آخر فقد عانى فى حياته كثيراً، نتيجة تربيته الأزهرية من عنف المجتمع الناتج عن كافة الجوانب، ونجد فى بعض أعماله يظهر العنف بشدة، ومع ذلك فهو يجمع فى قصصه بين عنف الواقع، واللمسة الرومانسية. من جانبه قال القاص والروائى محمد إبراهيم طه، من خلال قراءة الأعمال الإبداعية للأديب سليمان فياض أشعر بأن له منزلة أكبر مما هو عليها حاليا، بعدما قرأت أعماله شعرت أن المبدع قد يظلم، وكنت أتمنى أن يكون الضوء المسلط على أعمال فياض بشكل أكبر مما هو عليه. وأشار طه إلى أن فياض لديه مشروع قديم ظهر فى رواية "لا أحد" وهو مشروع الهوية، والعلاقة بين الجنوب المتأخر، والشمال المستنير المتقدم، والعلاقة بالآخر، سواء كان متقدما مثل فرنسا فى رواية أصوات، أو دول الخليج الأقل تقدما من فرنسا. وأكد طه، أن من يقرأ لسليمان فياض مستحيل أن يستطيع حذف حرف زائد، فهو يمتلك لغة مكثفة، ومفردات واضحة يعرف كيف يضعها فى مكانها. هذا وقال الباحث نبيل الشاهد، إن مشروع سليمان فياض، لا يقل أهمية عن أكبر الكتاب المصريين، ولكنه لم يحظ بالاهتمام الذى حظى به أدباء آخرون مثل نجيب محفوظ، فعندما نرى الأبحاث، والرسائل العلمية المقدمة عنه قليلة جداً، رغم قيمته الكبيرة. ودعا نبيل الشاهد إلى إعادة إنتاج أعمال سليمان فياض، وكذلك معظم كتاب الستينيات الذين حاربوا وأدانوا الواقع المصرى على فترات طويلة.