لسليمان فياض تاريخ عريق في الحياة الثقافية فهو صاحب سلسلة تبسيط العلوم، وغيرها من الأعمال الرائدة، وغيرها من الأعمال الأدبية التي أثرت الحياة الثقافية من روايات وقصص قصيرة وروايات أبرزها رواية «أصوات». بهذه الكلمة التي قدمها الفنان محمد عبلة بذات الندوة التي أقيمت في أتيليه القاهرة لمشوار الكاتب الكبير سليمان فياض، وشارك فيها نخبة من الكتاب والنقاد حيث قدم القاص سعيد الكفراوي كلمة أشاد فيها بدور سليمان فياض في الساحة الثقافية واعتبره أحد مؤسسي الحداثة العربية وهو موجود فيما أنتجه وكتبه وهو إنتاج يجيب باقتدار عن سنوات عاشها سليمان، وهو أحد الأساتذة الكبار حتي في البرامج التي قدمها في الإذاعة، هو بمثابة القنطرة التي عبرنا عليها بما يسمي «الكتابة الجديدة»، وقد ظل طوال حياته الضمير الحي والمجدد والشريف الذي لم يتنازل يوما عما آمن به وينقسم مشروعه الكتابي إلي جدليات القرية والمدينة، الشيوخ وصدمة الواقع، الأساطير، عنف الواقع وعنف سلطة القمع، كل هذه الجدليات استطاع سليمان أن يؤكدها في أجمل قصصه وأبدع ما كتبه من روايات ومنها أصوات وهي إحدي فرائد النصوص في الأدب المصري وحصلت علي جائزة في سويسرا.. وهو يمثل لي الإرادة القصوي فمازال ينتج أدبا ولغة وبرامج حتي هذا الوقت المتأخر من العمر بإرادة الشاب الواعي والمستنير. وفي مداخلته للروائي إبراهيم عبدالمجيد، قال فيها سليمان فياض أحد الأساتذة الكبار الذين تعلمنا علي أيديهم، هو من الكتاب الذين فتحوا الباب للتجديد، وما يدهشني أنه لم يدخل معركة أبدا من أجل شيء خاص، وهو من هؤلاء الذين صنعوا معادلة كبيرة وهي الكتب العلمية وكتب المعاجم، مع نفس الوقت لا تشعر بأي صعوبة في كتاباته وهذا مما لا يتوفر إلا للكتاب الكبار. أما الشاعر سمير عبدالباقي فيقول سليمان فياض نموذج لإنتاج مصري، يجعل الإنسان يفكرنا بالمشاكل مع يوسف السباعي وأندهش لأنه قال إن ثورة 25 يناير هي ثورة 23 يوليو 52 سليمان من القلائل الذين لم يلعبوا لعبة الخيانة ضد زملائهم من الكتاب. وفي حديثه عن تجربته قال سليمان فياض: إنه كان يقرأ في سن مبكرة ويشتري كتب سيو العلماء بأسعار زهيدة من السنبلاوين وقرأ رواية فرعونية لنجيب محفوظ، اشتراها بقرش، ولم تكن هناك مكتبة ثقافية في البلدة، ثم انتقل إلي المنصورة 49 وقرأ لعلي محمود طه، أحمد لطفي السيد، ولم تكن هناك مكتبات إلا في ميدان المحطة، فلم يكن هناك مستوي ثقافي مواز لمستوي التعليم، ولم تكن هناك مكتبات في المؤسسات التعليمية، ثم أنشئت مكتبة علي النيل وقرأ منها 35 كتابا، كانت له أمنياته الأولي أن يكون فلاحا، والثانية القراءة فهو يؤمن بأن التعليم والثقافة أولي مطالب الأمة قبل رغيف العيش وأول آية نزلت في القرآن «اقرأ» في زمن عبدالناصر قرأ كتاب «رأسمالية الدولية» وهو مترجم، كما أنه وجد حياة نابضة بالأدب في المقاهي «ريش، البستان، الأوبرا» وقد وجه كتاب رأسمالية الدولة لأي حزب سينتمي، فلا مانع أن نكون قوميين لكن تكون القومية ذات فكر اشتراكي.