"إعداد المفردة الاختبارية" ندوة بكلية الفنون التطبيقية بجامعة بني سويف    استمرار إقبال المصريين بالسعودية في اليوم الثاني لجولة الإعادة من انتخابات النواب    قضايا الدولة تشارك النيابة الإدارية في فعاليات ندوة مناهضة العنف ضد المرأة    الطاقة الشمسية محرك للنمو.. كيف يدعم «أتوم سولار» الاقتصاد الوطني؟    تراجع أسعار الذهب في مصر بقيمة 15 جنيهًا    تقنين دفعة جديدة من أراضي المواطنين بمدينة العبور الجديدة (صور)    فيديو.. متحدث بلدية غزة: الأوضاع في القطاع صعبة وتتفاقم مع استمرار المنخفضات الجوية    الأزهر يعزِّي المغرب في ضحايا فيضانات مدينة آسفي ويدعو بالشِّفاء العاجل للمصابين    عبد العاطي يشدد على تطوير الأداء والخدمات القنصلية وثوابت السياسة الخارجية    تأهيل الثلاثي المصاب في تدريب الزمالك ..وتركيز على الجوانب الخططية قبل لقاء الحرس    بيان رسمي جديد من إدارة الزمالك بعد إجراءات النيابة العامة    مصرع شخصين فى حادث تصادم سيارة وتروسيكل بقنا    فيتو في عددها الجديد: أطفالنا فى خطر!    آيتن عامر تتعاقد على بطولة مسلسل حق ضايع، وعرضه في رمضان 2026    حلمي عبد الباقي ردًا على المتحدث الرسمي لنقيب الموسيقيين: لم يوجه لي أي اتهامات في التحقيق    نداهة فرسان الشرق بالرقص الحديث في مسرح الجمهورية    متى تكون أعراض الإنفلونزا خطيرة؟ الصحة تجيب    ذا بيست.. دوناروما أفضل حارس مرمى في العالم 2025    البورصة تخسر 22 مليار جنيه بختام تعاملات منتصف الأسبوع    الكرملين يرفض وقف إطلاق نار في أوكرانيا بمناسبة عيد الميلاد    اتحاد طلاب دمياط يساهم لأول مرة فى وضع جداول امتحانات الفصل الدراسى الأول    وفاة شخص اثناء انتظاره قطار بمحطة إسطنها فى المنوفية    زلزال بقوة 3.8 درجة على مقياس ريختر يهز أنطاليا التركية    وزير التعليم ومحافظ أسوان يواصلان جولتهما التفقدية بزيارة المدرسة المصرية اليابانية    نهاية قصة "توشيبا العربي" بعد سنوات من التعاقد بمصر    البيان الختامي للندوة الدولية الثانية للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء بالعالم يوصى بالتصدى لظاهرة التطرف الفكري    إطلاق النسخة الثانية من جائزة «الراوي» في احتفالية مميزة بالقاهرة    كولونيا يرفع شعار كامل العدد في "قرطاج"    الندوة الدولية الثانية للإفتاء تدين التهجير القسري وتوضِّح سُبل النصرة الشرعية والإنسانية    إغلاق ملف فيتوريا رسميًا.. تسوية نهائية بين المدرب واتحاد الكرة في «CAS»    الكشف علي 177 حالة بمبادرة "من أجل قلوب أطفالنا" بمدارس القليوبية    الصحة تُحذر من تخزين المضاد الحيوي واستعماله مرة أخرى    غزل المحلة: لدينا أكثر من 90 ألف دولار عند الأهلي.. وشكونا بلوزداد ل فيفا    * رئيس هيئة الاستثمار يثمن دور "نَوَاه العلمية" في تعزيز الابتكار والمعرفة ويؤكد دعم الهيئة المستمر للقطاع العلمي    ركيزة في بناء الوعي.. محافظ الغربية يستقبل مدير أوقاف الغربية الجديد    محافظ أسيوط يستقبل رئيس القومي للطفولة والامومة خلال زياتها لافتتاح مقر للمجلس    حماس: 95% من الشهداء بعد وقف إطلاق النار مدنيون.. ولا يحق لإسرائيل استهداف رجال المقاومة    ب 90 مليون جنيه، محافظ بني سويف يتفقد مشروع أول مدرسة دولية حكومية    موقف ليفربول، ترتيب الدوري الإنجليزي بعد الجولة ال 16    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 16ديسمبر 2025 فى المنيا    هل تلتزم إدارة ترمب بنشر ملفات إبستين كاملة؟ ترقّب واسع لكشف الوثائق قبل الجمعة    تأجيل محاكمة المتهمين بإنهاء حياة تاجر الذهب أحمد المسلماني بالبحيرة ل 12 يناير للمرافعة    قرار جديد من النيابة فى واقعة تعرض 12 طفلا للاعتداء داخل مدرسة بالتجمع    محافظ أسوان: صرف علاج التأمين الصحي لأصحاب الأمراض المزمنة لمدة شهرين بدلا من شهر    مباحث الغربية تضبط المتهم بقتل شاب وإصابة شقيقه بكفرالزيات لخلافات بينهم    من المنزل إلى المستشفى.. خريطة التعامل الصحي مع أعراض إنفلونزا h1n1    توروب يتمسك بمستقبل الأهلي: شوبير عنصر أساسي ولا نية للتفريط فيه    تفاصيل افتتاح متحف قراء القرآن الكريم لتوثيق التلاوة المصرية    رئيس قطاع المعاهد الأزهرية: الاعتماد مسار شامل للتطوير وليس إجراءً إداريًا    مَن تلزمه نفقة تجهيز الميت؟.. دار الإفتاء تجيب    دغموم: الزمالك فاوضني من قبل.. وأقدم أفضل مواسمي مع المصري    عاجل- دار الإفتاء تحدد موعد استطلاع هلال شهر رجب لعام 1447 ه    ارتفاع تأخيرات القطارات على الوجه القبلي بسبب الإصلاحات    عضو بالأزهر: الإنترنت مليء بمعلومات غير موثوقة عن الدين والحلال والحرام    «التضامن الاجتماعي» تعلن فتح باب التقديم لإشراف حج الجمعيات الأهلية لموسم 1447ه    الجيش الأوكراني يعلن إسقاط 57 مسيرة روسية    أسعار الأسماك اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر في سوق العبور للجملة    محمد القس يشيد بزملائه ويكشف عن نجومه المفضلين: «السقا أجدع فنان.. وأتمنى التعاون مع منى زكي»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القوانين الاستثنائية تتعارض مع دولة القانون
نشر في اليوم السابع يوم 16 - 11 - 2013

بانتهاء حالة الطوارئ التى فرضت على مصر بعد ثورة 30 يونيو يوم 14 أغسطس، وهو اليوم الذى تم فيه فض اعتصامى رابعة العدوية وميدان النهضة، عادت مصر إلى القوانين الطبيعية، لاسيما أن الأوضاع الأمنية أصبحت مستقرة نوعا ما فقد كان الدافع لتمديد حالة الطوارئ لتستمر ثلاثة أشهر بسبب ما صاحب هذا الفض للاعتصامين من انتشار أعمال العنف فى عدد من المحافظات استهدفت منشآت الدولة من أقسام شرطة ومديريات الأمن والمقرات الأحياء والمحافظات وكل ما يمت إلى الدولة بصلة، بالإضافة إلى إحراق أكثر من 60 كنيسة وفقا لتقارير منظمات حقوقية مصرية.
السؤال هو هل يشكل انتهاء حالة الطوارئ فرصة لجماعات العنف المسلح لتهديد الاستقرار وتقويض الأمن، وهل لا تتملك الدولة من الأدوات والقوانين ما يمكنها من السيطرة على هذا العنف، وهل فرض حالة الطوارئ هو الطريق الوحيد لفرض الأمن؟ التحليل التاريخى لحالة الطوارئ فى مصر لا يؤيد الاتجاه الذى يربط بين فرض حالة الطوارئ واستخدام قانون الطوارئ كقانون استثنائى وبين فرض الأمن والاستقرار، فكل أعمال العنف المسلح التى شهدتها مصر فى عقدى الثمانينيات والتسعينيات من قتل لرموز مصرية «رفعت المحجوب وفرج فودة» ومحاولات اغتيال سياسيين وتفجير قنابل مفخخة وعملية الأقصر عام 1997 التى راح ضحيتها أكثر من 60 قتيلا من السياح الأجانب، بالإضافة إلى عمليات اغتيال ممنهج لرجال الأمن والشرطة بلغ إجمالى عددهم وفقا لإحصاء المنظمة المصرية حوالى 1500 شهيد كما استهدف الأقباط والمواطنين العاديين أو سقطوا نتيجه للعنف العشوائى، كل هذه الأعمال تمت فى ظل حالة الطوارئ، ولم تمنع القوانين والمحاكمات الاستثنائية هذه الأعمال العنيفة، بينما رأينا دولا أخرى شهدت أحداث عنف مشابهة ولكنها لم تفرض حالة الطوارئ، لكن القوانين الطبيعية كانت قادرة على التصدى لمثل هذه الجرائم.
ما نحتاجه فى الحقيقة ليس قوانين استثنائية جديدة أو استمرار فرض حالة الطوارئ لكن إنفاذ القانون والتزام المعايير الدولية لدولة سيادة القانون بما فى ذلك تطوير نظام العدالة لكى تحقق العدالة الناجزة وسرعة تطبيق القانون وتنفيذ الأحكام، فأبواب قانون العقوبات بها ما يكفى لحماية أمن الدولة من الخارج لمكافحة جرائم الجاسوسية والتخابر لدى دولة أجنبية للإضرار بمصالح مصر وكذلك جرائم أمن الدولة من الداخل التى تضمن جرائم قلب نظام الحكم بالقوة أو تعطيل مؤسسات الدولة الدستورية ومنعها من القيام بوظائفها أو العمل على تعطيل وسائل الإنتاج أو الاتصال أو قطع الطريق أو الاختلاس أو التعدى على المال العام. كما أننا لدينا تعديل على الباب الثانى أجرى عام 1992 برقم 97 تحت مسمى قانون مكافحة الإرهاب وهو فصل كامل لمواجهة الجرائم الإرهابية، فضلا عن القرارات الدولية الملزمة لمصر للتعاون فى مكافحة تمويل الجرائم الإرهابية وتبادل المعلومات على المستوى الدولى، بالإضافة إلى اتفاقيات مكافحة الجريمة المنظمة وغسيل الأموال، فالقوانين القائمة لدينا قد يحتاج بعضها للتعديل أو التطوير إلا أنها لو التزمت الدولة بإنفاذها وبقوة وعدالة على الجميع فسوف تكون فعالة فى مكافحة ومواجهة كافة المخططات التى تستهدف استقرار مصر. كما أن حماية الأمن العام وتأمين المنشآت العامة وهى مهمة الشرطة وأجهزتها بالأساس إلا أنه وبموجب قرار من رئيس الدولة يحق للرئيس أن يكلف الجيش بالمشاركة فى التأمين إذا احتاجت إلى تلك الأمور وكل حالة تقر بقدرها طبعا. بعد ثورتين من أجل الحرية والتحرر الإنسان المصرى فى حاجة لكى ينعم بدولة سيادة القانون التى تتعارض وتتناقض مع القوانين الاستثنائية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.