قام الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة واللواء محمد نعيم محافظ الغربية، ورافقهما الشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، والدكتور رضا الشينى نائب رئيس الهيئة، محمود طرية رئيس إقليم غرب ووسط الدلتا بجولة تفقدية لمسرح بلدية طنطا وقصر ثقافة المحلة، بحضور بعض الأدباء والمثقفين إلى جانب القيادات التنفيذية والشعبية. كما قام عرب ومرافقوه بتفقد قصر ثقافة المحلة والذى يعد أحد المعالم الثقافية والأثرية فى مدينة المحلة الكبرى، حيث استقبلوهم بالطبل البلدى والمزمار، أعقبه افتتاح معرض للفن التشكيلى، وآخر للمشغولات اليدوية، وبعدها قام عرب ومرافقوه بجولة داخل جنبات القصر للوقوف على حالة القصر ثم قدمت فرقة المحلة للفنون الشعبية والاستعراضية عددا من التابلوهات الراقصة على خشبة المسرح المكشوف والملحق حديثا بالقصر بعنوان "أفراح المحلة". كما قدمت فرقة هتاف الصامتين لذوى الاحتياجات الخاصة عرضا آخر من تصميم وإخراج رضا عبد العزيز بعنوان "كليوباترا"، كما قامت الطفل الموهوبة سهيله بهجت بتقديم فقرة غنائية "مصر التى فى خاطرى"، و"غداً القاك" وهى أصغر عضو فى الفرقة الموسيقية وقد منحها الشاعر سعد عبد الرحمن مكافأة مالية قدرها 500 جنيه، 300 لكل من مدرب فرقة الصامتين والفنون الشعبية، و100 لكل عضو من أعضاء هذه الفرق الثلاث. جدير بالذكر أن قصر ثقافة المحلة يعانى من تعديات خطيرة من إنشاءات مجاورة له، تتمثل فى مبنى حديث تحت الإنشاء مخالف فى أدواره وشروط بنائه، وأشار عرب إلى أن القصر قد تم شراؤه من الورثة بالحديقة الملحقة به بموجب عقد قانونى وقد تقاضى المالك الثمن وتم البيع بشكل قانونى، وأى ترخيص للمبانى إما أن يكون على أرض حدود المبنى فلا يفتح فتحات أو يترك شارع، فضلا عن التجاوز فى الارتفاع والبروز. وقال "عرب" إن مدينة المحلة وأهلها هم من فجروا ثورتى 25 يناير و30 يونيو والحركة الوطنية فى المحلة لا يجب أن تسمح أبدا بالافتئات على القانون، مشيرا إلى أن المبنى الذى بجوار القصر نموذج للفساد فالفساد ليس فى السياسة فقط، بل أيضا فى هذه العشوائيات والمبانى القبيحة التى خرجت لتطل برأسها على قصر ثقافة المحلة، مشيرا أنه كان على تواصل دائم مع جابر سركيس مدير القصر، مؤكدا انه بالتعاون بين وزارة الثقافة ومحافظة الغربية سوف يواجهه بالقانون، مطالبا أهالى المحلة بعدم الارتباط بعقود أو شراء لأى شقة أو محل فى هذا العقار، حتى يحكم القضاء فى القضية، وأكد أن هذا تجاوز فج ممن تصوروا أن الدولة المصرية لن تعود ولكن من مظاهر عودة الدولة عودة سيادة القانون وسنبذل كل الجهد أن نمنع هذا الافتئات على القانون، مضيفا أن عودة سيادة القانون ليس فى هذا المكان فقط، بل فى كل شارع من شوارعنا وفى كل أرض زراعية اعتدى عليها، وكل شخص يعطى نفسه الحق أن يفتئت على حقوق الآخرين فى الشارع أو المؤسسات لابد أن تكون هناك مراجعة لكل من أخطأ فى حق المصريين، ليس الخطأ السياسى فحسب، ولكن مجتمعى أيضا. وأكد عرب على أنه من ضمن البرامج القادمة لوزارة الثقافة الاهتمام بذوى الإعاقة لأنهم جزء أساسى من عملنا الثقافى، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق مع المجلس القومى للإعاقة أن تكون هناك دورات تدريبية للغة الصم والبكم وأن يكون فى كل قصر ثقافة شخص يفهم هذه اللغة ويتعامل معها، كما تطبع الهيئة العامة للكتاب الكتب بالطريقة التى يتعامل معها ذوى الإعاقة لأن هذا حق علينا، وأضاف أنه فى المرحلة القادمة سوف تستعيد الحركة الثقافية نشاطها، والقاطرة الحقيقية للثقافة المصرية هى الهيئة العامة لقصور الثقافة، داعيا كل العاملين فى كل المواقع الثقافية سواء الكبيرة أو الصغيرة بالعمل بكل جد وجهد، فليس أمامنا إلا طريق واحد هو أن تخرج مصر مرفوعة الهامة لكى يكون المستقبل مشرق لكل المصريين. وقال صابر إن هناك برنامج وفق رؤية متكاملة بين وزارة الثقافة ووزارة التعليم والتعليم العالى والأوقاف والآثار والإعلام مضمونها أن نحدد مسئولية كل طرف فيما يتعلق بالثقافة والتربية والتعليم بالمعنى الأكاديمى والمعنى الفنى، فالمدرسة التى تعنى بالمسرح والفن التشكيلى والجماعة الصحفية والأدبية والشعرية والخطابة تكون مسئولية وزارة الثقافة التعاون مع وزارة التربية والتعليم وامدادها بالاحتياجات الللازمة والخبرات فى مجالات الإخراج المسرحى والفن التشكيلى من خريجى أكاديمية الفنون والعاملين بوزارة الثقافة، مشيرا إلى أن هناك بروتوكول سيوقع خلال الأيام القادمة بين الوزارتين، كما أن هناك بروتوكولا سيعد حول المسرح المدرسى وما يمكن أن تقدمه وزارة الثقافة فى هذا المجال، مؤكدا على اهتمام الوزارة بالمسرح المدرسى سواء من البيت الفنى للمسرح أو الهيئة العامة لقصور الثقافة، وأضاف صابر أن فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى عندما أنشئت الهيئة العامة لقصور الثقافة كان اسمها الثقافة الجماهيرية وكانت مؤسسات غير هادفة للربح كذلك المؤسسات المعنية بالمسرح، مضيفا بأنه من المهم أن يكون هناك ربح يعود على المسرح وأن يصب هذا العائد فى صورة أموال للفنانين والعاملين به، وتظل الدولة تدعم وتتحمل النفقات لكى تؤدى الأعمال الفنية فى المسرح، مؤكدا على ضرورة أن يكون هناك تنافس بين الفرق المسرحية وأن يعمل المسرح المصرى بمواصفات جيدة، مؤكدا على وجود أعمال مسرحية يقوم بها فنانين كبار على مسارح البيت الفنى للمسرح، مشيرا إلى أن بعض هذه الأعمال سيجوب المحافظات فى الفترة القادمة. وقال نعيم إن الدولة قوية والقانون سيستعيد سيادته والدولة ستستعيد حيويتها، مؤكدا بأنه لن يسمح بالتجاوز على القانون فى غفلة من الزمن، فكما تتم السرقة بعنف فإن القانون سيتعامل بعنف، وأنه بعد زياراته للقصر الأسبوع الماضى قد اتخذ قرارات عنيفة والقادم أعنف مطمئنا الجميع والمهتمين بالشأن الثقافى بأن هذا الوضع لن يستمر، وكل من أخطأ سوف يحاسب.