راحت عليكى...

يامصر كل اللى فيكى.. مستحملة ومتمرطة وعمرك ما صرخت ف يوم وقولتى كفا... ساكتة ليه وخايفة على إيه وليه لسه فيكى طبع الوفا... هاتفضلى كده وهاتموتى على كده وعمرك ما هاتشوفى شوية الدفا... هو انتى عاملة مش واخدة بالك ليه... ومغمضة عينك على إيه... وفاكرة إن انتى أحسن من كل الناس... لا اصحى... فوقى... دا انتى خلاص مات فيكى الإحساس... والطبع الطيب فيكى ياعينى اتقلب... والخيبة والحقد عليكى غلب... والواطى فيكى بقى عالى... والرخيص بقى شايف نفسه غالى... والربع بقى أكبر من الجنيه... والحرامى بنقوله يا بيه... والتباع بقينا بنقوله يا بشمهندس... والمهندس يعينى ماشى مفلس... والصدق بقى بيتكسف من الكدب... وقدام الفلوس يتولد الحب... وعادى خالص ينكسر القلب... ياااااااه... يااااه ياقلب...
طب فاكرة... فاكرة لما كنت موزة... وكان عندك شوية عزة... وكانت كل البلاد عينيهم عليكى طالعة... وكان يابنت الإيه عليكى راسمة... النيل بطولك ماشى متمختر... والنسمة فى سماكى الصافيه بتتغندر... وبحر م النحيادى وبحر م النحيادى... وعلى شمالك الواحة والوادى... وكان الخير على ضفافك عادى... والحق نافش ريشه وفى شوارعك ماشى... والطيبة فى كل البيوت مفروشة... والأبواب كلها مفتوحة... والابتسامة على كل عتبة باب... والسؤال عن الأحباب... وكان كل الناس قرايبى... والبيت ده بيت عمى... والشارع ده فيه خالتى... وهناك كده ساكن صحبى... وفى الحتة اللى هناك دى ساكن حبيبى... وأعدى على كل الناس أسلم... ويوم ما آجى أتألم... ألاقى مليون واحد جنبى بيتكلم... بيساندنى ويخدمنى وينصحنى لوجه الله... يااااه... يااااااه يالله...
أما دلوقتى فأنتى خلاص عجزتى... وكبرتى كمان وخرفتى... وراحت عليكى ياحلوة... والكل بقى بيعاملك مصلحة... ورموكى فى أوضة مفيهاش حتى مروحة... وسابوكى كده ياعينى ة.. وطلعوكى برة الصورة... ورخصوا تمن ولادك... ونسيوا خلاص أيامك... والسودان بقت أغلى منك... وليبيا بقت تساوى عنك... والإمارات أجمل منك... والكويت فيها كرامة عنك... والسعودية فيها خير عنك... دا حتى الأردن بقوا بيسيبوكى ويروحولها... ما انتى كل حاجة فيكى بقت كوسة... والشباب يعينى موكوسة... ومحسورة كمان ومقهورة... من اللى بتعمليه فيهم يا مصر...
تعرفى أنا نفسى أعيش غريب عنك... وأنا عارف إنى مش فارق معاكى ولا همك... وهاتنسى كمان إن أنا من دمك... ما أنا أصلا ولا أعرفك ولا حتى أقربلك... دا هما كانوا بيقولوى عليكى أمى... ومش ده اللى موجود فى بطاقتى... وقالولى نيلك هو دمى... ودمى لونه أحمر بمبى...وقالوا شمسك فى سمارى... وأنا أصلا قمحاوى... واللى طولته منها لسوعت أفايا... وقالوا شكلك فى ملامحى... وأنا ملامحى مدية على هندى... وده من فضل مصر... وإيه يفيد اللمون بعد العصر... ماتلاقيش مثالها... دا فيه أحسن منها... دا ست كل عصر... إلا هذا العصر... عشت جنب نيلها... واتهرا كبدنا من ميتها... تسوى ألف قصر... ولا تساوى شوية كسر... وراحت عليكى يا مصر...