مرور السلام ..... جمله تحمل فى ظاهرها معنى سامى وهو السلام والأمان والطمأنينة، وتحمل فى طياتها معنى آخر ليس له صله بالسلام. لا يوجد سلام فى مكان يمتلئ بأقصى درجات التلوث السمعى وصوت الموظف على الشباك ناظرا بشرر للطابور الطويل الملتوى كالثعبان، ليس له نهاية ( اللى معاه رخصه مؤقتة ما يفقش علشان الكمبيوتر عطلان وييجى بكره )...... أسأل فى استحياء ( أكيد بكره) يرد أنت وحظك. يوم آخر من التلوث وصوت الموظف على الشباك ( اللى معاه رخصه مؤقتة ما يقفش علشان الكمبيوتر عطلان وييجى بكره)...... أسأل فى استحياء ( إمبارح برده قلت كده هو فيه إيه ) يرد عطلان يا أستاذ. ضاعت خمسة أيام من حياتى أسعى خلف رخصة بالكمبيوتر بدلا من الورقة المؤقتة التى اقتربت أن تذوب فى جيبى، وكم اشتاقت عينى لهذه الرخصة الصعبة المنال وكأن مرور السلام يعززها حتى نشعر بقيمتها الغالية، ولكن للأسف لم ترها عينى حتى الآن. طوابير كثيرة ومتاهات لا تستطيع أن تصل لمعلومة إلا بصعوبة بالغة. كل موظف مشغول بالطوابير الغزيرة ولا يرد على أى استفسار مكان ليس به سلام، بل أرق وتعب وإرهاق بدنى وذهنى ولى معه حكايات أخرى.