سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مترجم مبارك للغة العبرية: مرسى حوّل الرئاسة ل«دوار العمدة».. والجدار العازل كان يخدم مصر.. الدكتور منصور عبدالوهاب: السيسى «ناصر جديد».. وإسرائيل مرعوبة من التفاف الشعب حوله
أكد الدكتور منصور عبدالوهاب، أستاذ اللغة العبرية بجامعة عين شمس ومترجم رئاسة الجمهورية فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك فى الفترة ما بين 1999 وحتى عام 2009، أن الرئيس الأسبق لم يكن صديقا لإسرائيل، وأنه وافق على بناء الجدار العازل لأنه كان يخدم مصر أيضا، مضيفا أن الرئيس المعزول محمد مرسى كان ينفذ مخططا لتقسيم مصر إلى دويلات، وأن تل أبيب مرعوبة من الفريق أول عبدالفتاح السيسى لالتفاف الشعب حوله.. وهذا نص الحوار: حدثنا عن كواليس لقاءات مبارك مع المسؤولين الإسرائيليين خلال فترة عملك فى الرئاسة؟ - أى مترجم فى الرئاسة لا يستطيع معرفة كواليس لقاءات الرئيس مع المسؤولين، لأن دوره يقتصر فقط على الترجمة فى المؤتمر الصحفى، وجلسة المباحثات نفسها، وعادة كانت جلسة المباحثات تبدأ باستقبال مبارك المسؤولين بترحيب كبير، وبعد ربع ساعة بالضبط تبدأ الجلسة، وكانت دائما الجلسة تتطرق لعملية السلام مع الفلسطينيين، وأؤكد لك أن مبارك لم يطلب قط من الإسرائيليين دخول قطاع غزة أو الموافقة على ضرب القطاع. هل كان مبارك يتلقى رسائل من أصدقائه الإسرائيليين مثل عوفيديا يوسف وبنيامين بن أليعازر؟ - أتحفظ على كلمة صداقة، فلا توجد صداقة فى السياسة، رغم كل ما يؤخذ على مبارك من فساد لكن فيما يتعلق بالأمن القومى المصرى لم يبد أى تنازل فى هذا الشأن، وهذه القضية موثقة فى التسجيلات التى نشرت ب«اليوم السابع»، والتى أكد فيها أنه لا يجرؤ على التنازل عن شبر من أرض مصر، وأن ما يربط مبارك بالإسرائيليين هو اتفاق وليس صداقة، بمعنى أن بنيامين بن أليعاز كان من اليسار الذى يؤيد السلام مع العرب، فمن الطبيعى أن يكون هناك تلاق، بينما لم يكن أبدا شارون صديقا لمبارك لكونه من اليمين المتطرف فى إسرائيل، وعلى مدار العشر السنوات التى عملت بها فى الرئاسة لم أترجم خطابا واحدا قادما من إسرائيل أو العكس. مبارك قال فى تسجيلات «اليوم السابع» إنه هدد بفتح ملف أم الرشاش «إيلات» فى حالة التباطؤ فى الانسحاب من سيناء؟ - ملف أم الرشاش كان يجب وضعه فى ملف مباحثات السلام بين المصريين والإسرائيليين خلال عهد الرئيس الراحل أنور السادات، وكذلك فى بدايات مباحثات كامب ديفيد، ولكن لم يتم الحديث عنها، وتمت إضاعة فرصة كبيرة لإعادة أم الرشاش «إيلات»، ومبارك لم يكن مسؤولا عن إضاعة أم الرشاش لأنه قد تم التوقيع على المعاهدة ولم يستطع فتح هذا الملف مرة أخرى. ما رأيك فى الخطاب الذى أرسله الرئيس المعزول محمد مرسى لنظيره بيريز؟ - الخطاب الذى أرسله مرسى هو كارثة بكل المقاييس بسبب ما به من عبارات مثل: «نتمنى لشعبكم الرقى»، وما تلاها من عبارات، فمبارك لم يستخدم من قبل هذه العبارات فى لقاءاته مع الإسرائيليين، وما كان لمرسى إرسال مثل هذا الخطاب الملىء بالود الشديد، وكان بإمكانه استخدام عبارات مختصرة دون الانحراف عن البروتوكول المعمول به فى تعيين السفراء الجدد. إذن ما الفرق بين إدارة مؤسسة الرئاسة فى عهد مبارك ومرسى؟ - بعيدا عن الفساد فى عصر مبارك كانت مؤسسة الرئاسة ذات قيمة وثقل، بينما كانت الرئاسة فى عهد مرسى مثل دوار العمدة، وكانت الطامة الكبرى هى عرض مناقشات أزمة سد النهضة على الهواء مباشرة، كما أن المترجمين فى قصر الرئاسة خلال فترة مرسى تم اختيارهم على أساس انتمائهم الحزبى وليس على أساس الخبرة والكفاءة، وكان معظمهم يعمل فى موقع «إخوان أون لاين». ما رأيك فى العلاقة بين إسرائيل ومرسى؟ - إسرائيل فى عهد محمد مرسى شعرت بالراحة التامة وأعطاها ما لم تكن تحلم به، وهو أن تتولى مصر إدارة شؤون قطاع غزة، وهو ما كان مبارك يرفضه دائما، حيث تم عرضه على مبارك عقب انسحاب إسرائيل من غزة فى عام 2005 خلال فترة رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق أرائيل شارون للتخلص من مشاكل القطاع، كما لم تطلق حركة حماس صاروخا واحدا على إسرائيل فى عهد مرسى، وموافقته على شق الأنفاق على طول الحدود مع غزة خفف على إسرائيل مواجهة الفلسطينيين عند المعابر وتخفيف الاستحقاقات الدولية بفتح المعابر للقطاع لأن كل ما يرغبون فيه من مواد غذائية كانت تصل من مصر، كما سمح لإسرائيل بوضع أجهزة مراقبة واستشعار على طول الحدود مع مصر، وعلى الجدار الذى انتهت من بنائه، وهو ما يضر بالأمن القومى المصرى، بينما رفض مبارك هذا خلال لقاءاته مع المسؤولين قائلا لهم: «إذا فعلتم ذلك فسوف يتم وضع كاميرات تصور حدود إسرائيل». ما أهم المخططات التى نفذها مرسى وكانت فى صالح إسرائيل؟ - ساهم مرسى فى تنفيذ مخططات الصهيونية بتقسيم مصر إلى دويلات صغيرة تتمثل فى تحويل سيناء لإمارة إسلامية ودويلة للمسيحيين فى الجنوب، والتخلى عن حلايب وشلاتين، ودولة للمسلمين فى الدلتا، وضم الغرب إلى ليبيا، لذا كان الإسرائيليون يرغبون فى استمرار حكم الإخوان المسلمين. فى رأيك لماذا وافق مبارك على بناء الجدار مع إسرائيل الذى يبلغ طوله 220 كيلومترا على طول الحدود؟ - الجدار لم يكن فى صالح إسرائيل فقط، بل فى صالح مصر أيضا، لأنه يحد من دخول وخروج العناصر الإجرامية والمهاجرين الأفارقة، بل يعرقل عمليات شق الأنفاق التى كنا نعانى منها قبل ثورة 30 يونيو على الحدود مع غزة، حيث تتكلف عملية شق الأنفاق من 50 ألف دولار إلى 75 ألف دولار، ويتمكن صاحب النفق من تعويض هذا المبلغ فى 3 أشهر فقط، ويتم استخدام هذه الأنفاق فى تجارة السلاح والمخدرات ونقل الإرهابيين، وحركة حماس تحصل مئات الآلاف من الدولارات من صاحب النفق. بمناسبة احتفالات أكتوبر.. كيف تنظر إسرائيل للحرب بعد مرور 40 عاما عليها؟ - تل أبيب تعى جيدا أن الحرب كسرتها بسبب الهزيمة المدوية التى تلقتها فى عام 1973، ولو لم تقر بذلك من خلال عدة إجراءات اتخذتها، مثل تشكيل لجنة «أجرنت» عقب حرب أكتوبر، لكن بعد مرور 10 سنوات على الحرب بدأت تعلم الأطفال فى المدارس أنها انتصرت فى الحرب من خلال الزعم بالانتصار بثغرة الديفرسوار، لإنشاء جيل جديد لا يعانى من انكسار وهزيمة حرب أكتوبر. هناك استطلاعات رأى تشير إلى رغبة الإسرائيليين فى احتلال سيناء من جديد؟ - إسرائيل لا تجرؤ على فعل ذلك لأنها ستفتح على نفسها نار جهنم ولن تنطفئ أبدا، وهى لا تخشى جيشا فى المنطقة سوى الجيش المصرى، وأرض مصر. كيف ترى إسرائيل الفريق عبدالفتاح السيسى؟ - إسرائيل مرعوبة من الفريق السيسى لكونه أول قائد عسكرى يلتف حوله الشعب المصرى بهذا الشكل بعد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وترى أنه سيكون عبدالناصر الجديد الذى سينقل مصر إلى عهد جديد، من الممكن أن يعيد شخصية عبدالناصر مرة أخرى، ولكن بشكل عصرى.