طارق نور صاحب وكالة "نور" للإعلانات خرج علينا بقناته الفضائية الجديدة "القاهرة والناس"، والتى ملأها بأفكار البروموهات الجديدة والمبتكرة حسبما افتخر فى شعارات القناة، إلا أن الحقيقة تتمثل فى أن معظم تلك البروموهات "منحوتة" أو مسروقة من بروموهات أجنبية تمتلئ بها مواقع الإنترنت وأولها موقع الفيس بوك. طارق نور أغفل، أو تغافل، قدرة المشاهد المصرى الذى أصبح متابعا للقنوات العالمية على تتبع وملاحظة الاقتباس أوالنحت إن جاز التعبير، والذى لم يعد مقتصرا على الأفلام السينمائية، ومن البروموهات المأخوذة عن إعلان أجنبى خاص برجل أعمال يعقد اجتماعا ل7 من مندوبى الشركات العالمية، إلا أن المترجم الخاص به يتغيب لسبب ما، فيستعين بإحدى العاملات فى الشركة الخاصة به والتى تخبره أنها تستطيع التحدث بسبع لغات، وعندما يبدأ الاجتماع يكتشف أنها لاتستطيع سوى التحدث بالعربية، وذلك بعد أن تقوم الفتاة بترجمة حديثه للعملاء الأجانب بشكل مضحك. قصة برومو آخر تدور حول رجل وزوجته يقودان سيارتهما وبجانبهما سيارة أخرى يقودها رجل، حيث تقوم السيدة برفع " دريكسيون " سيارة وهمى وتخدع قائد السيارة الآخر بأنها ستدور بالسيارة وتصدمه، فيرتبك قائد السيارة ويدور بسيارته حول نفسه، وهو برومو مقتبس من برومو أجنبى. برومو آخر لمجموعة من الرجال داخل مصعد وفجأة يدوى صوت إخراج أحدهم لريح، فيرتبك الجميع وينظر كل منهم إلى الآخر، ثم يتكرر الصوت مرة ثانية وثالثة، حتى يتذكر أحدهم أن هذا الصوت ليس إلا نغمة هاتفة المحمول، فيضحك الجميع، وهو أيضا برومو مقتبس من آخر أجنبى. د. حسين أمين، أستاذ الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية، أكد أن الغرب فى أعمالهم يعتمدون على بذل الجهد لتقديم الجديد، فى حين نستند نحن على الاقتباس "المحمود"، بمعنى أن يكون شرعيا، وهو أن يتم اقتباس الفكرة وتقديمها بالشكل الذى يناسب ثقافتنا، إلا إذا كان الاقتباس حرفيا، فهذا هو ما يستحق التوقف أمامه للحظات لأنه غير مقبول من الناحية القانونية التى لا تتهاون فى مثل هذه الأمور. وتساءل د.حسين أمين عن حصول طارق نور على حقوق الملكية الفكرية لهذه المنتجات الإعلانية، موضحا أنه لو لم يفعل ذلك سيعرض نفسه للمساءلة القانونية. وأضاف أنه يتمنى دعم السوق المصرى بمدرسة مصرية خالصة لها أفكارها الخاصة بثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا حتى لا نتحول خلال عشرين عاما إلى ثقافة ممسوخة غير واضحة المعالم. وفيما يتعلق بالمشاهد المصرى ورد فعله بعد أن يكتشف " اقتباس " البروموهات الإعلانية التى يشاهدها، أوضح د. حسين أن المشاهد مثل "المطعم" المفتوح 24 ساعة فى اليوم والذى لا يشغل باله بأصل ما يشاهده أو من أى مكان تم اقتباسه، إلا أن المتخصصين سيعانون من نظرية "كلما سطحت الثقافة كلما زادت الفجوات الثقافية"، بمعنى أن المتخصص لمعرفته المسبقة بتلك الأمور وآثارها السلبية ونتائجها سيفقد بعد فترة الهوية الثقافية.