«الفيس بوك» أصبح لاعباً اساسياً في ساحة الدعاية الانتخابية لدورة الحسم في الأوساط الشبابية بوجه خاص، حيث تتميز الدعاية عبر صفحات الموقع بالجاذبية من ناحية واتساع دائرة الانتشار دون أي تكاليف مالية، بالاضافة الي زيادة اعداد المواقع الالكترونية للمتنافسين. تتميز الوسيلة الجديدة بخاصية إيجابية في مواجهة الوسائل التقليدية كالإعلانات في الصحف والملصقات واللافتات، وهي قدرة المرشح علي شرح برنامجه الانتخابي ونقل أكبر كم من التفاصيل وعرض الأفكار دون التقيد بعنصري المساحة والتكلفة، وهو ما جعلها أحد العوامل المرجحة لكفة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.. الصراع الانتخابي لمرشحي مجلس الشعب الذي انتقل من أرض الواقع إلي الفضاء الإلكتروني لا يقل شراسة وسخونة عما يجري في الشارع السياسي، حيث يتنافس المرشحون وأنصارهم من مختلف التيارات والاتجاهات السياسية في سباق محموم لكسب مزيد من المؤيدين عبر الإنترنت. برز دور عناصر جماعة الإخوان المحظورة وحزب الوفد في مقدمة قوتي المعارضة التي تستغل الفيس بوك للترويج لحملات مرشحيهم الانتخابية في مواجهة مرشحي الحزب الوطني الذين اعتمدوا علي الموقع بدرجة لا تقل كثافة عن المعارضين. الإخوان بشكل خاص كان لهم الدور الأكبر في استغلال الفيس بوك للهجوم علي غيرهم من المرشحين والترويج لأفكار الجماعة وبرامج مرشحيها.. وأكد مصدر من داخل الجماعة ل«روزاليوسف» أن صفحات مرشحي الجماعة علي الإنترنت يتم الإشراف عليها من خلال اللجنة الإعلامية التابعة لمكتب الإرشاد التي تحدد مضمون ما ينشر علي الصفحات وتلعب دور الرقيب علي تلك الصفحات، وأضاف المصدر أن لمحتوي تلك الصفحات دورًا فكريًا كبيرًا في تسريب أفكار الجماعة للجمهور، ولذا لا تقبل قيادة الجماعة التدخل فيها حتي من جانب المقربين من المرشح.. مرشحو الحزب الوطني كان لهم دور بارز علي الفيس بوك في مواجهة المد الإخواني علي الشبكة الاجتماعية، ولعدة متقدمين من الوطني علي وجه التحديد نشاط فعال وتمتلئ صفحاتهم بالعديد من الزائرين ومنهم النائب أحمد فؤاد أباظة بالشرقية والنائب خالد الشيخ عن دائرة تلا وأمين راضي في كفر الزيات وغيرهم من النواب ولكن بشكل أقل فاعلية بينما لم يبرز نشاط لمرشحي حزب الوفد علي الفيس بوك بشكل كبير سوي للنائب البورسعيدي مصطفي شردي المتحدث الرسمي للحزب.. اللافت أن المرأة كان لها نصيب الأسد في الدعاية الانتخابية علي الفيس بوك وبرزت الحملات النسائية علي الشبكة الاجتماعية الأشهر بشكل واضح ومكثف من جميع الاتجاهات والتيارات السياسية، إلا أنه بدا واضحاً أن المرشحين المستقلين رجالاً كانوا أو نساء يعولون بشكل أكبر علي الفيس بوك لجذب أصوات الناخبين وقد برزت عدة أصوات نسائية شابة علي الفيس بوك بمجموعة كبيرة من المؤيدين الشباب وهو ما قد يشكل تحولاً في توجه الناخبين واهتمام قطاع كبير من الشباب لتلك القيادات النسائية الجديدة والتي تشكل عامل جذب كبيراً لقطاع الشباب غير المهتم في معظمه بالانتخابات من الأساس كما أنها قد تشكل عاملاً مهماً للغاية وقد يكون أساسياً في تفعيل دور المرأة بالحياة السياسية. من أبرز المرشحات الناشطات حتي الآن علي فيس بوك نجلاء إدوارد مرشحة مقعد المرأة ببورسعيد عن العمال والمرشحة الشابة عبير حمدي في مدينة السادس من أكتوبر وهي من أبرز الناشطات عبر الفيس بوك في تفعيل حملتها الانتخابية والمشاركة مع الأعضاء بجانب عزة الحرف مرشحة الإخوان في مدينة 6 أكتوبر أيضاً وجميلة إسماعيل مطلقة أيمن نور ومرشحة دائرة قصر النيل والتي تخوض حرباً ضارية علي الفيس بوك من أجل ترشحها لمجلس الشعب وسط غياب واضح لمؤيديها السابقين في حزب الغد فرع أيمن نور. علي صعيد المواقع الإلكترونية يبرز موقع جماعة الإخوان والذي بمجرد أن تدخل إلي الموقع الرئيسي للجماعة تشعر بأنك مقدم علي حرب تحرير ولا انتخابات حيث تفاجأ بنشيد حماسي حول شعار «الإسلام هو الحل» مع نشر أخبار غاية في الحدة حول أداء الحكومة وتعاملها مع مرشحي الجماعة وهو الموقف المناقض تماماً لموقع حزب الوفد المعارض الذي يبدو عليه الهدوء ويغيب عنه الكثير من علامات الجذب.