يعجز البعض عن التعبير عن مشاعرهم بالكلمات فى بعض الأوقات، بل قد يشعرون بالارتباك إذا عبر الآخرون عن مشاعرهم الإيجابية أو سمعوا منهم المديح والثناء. ويوضح الدكتور نبيل كامل، خبير التنمية البشرية، أن مشاعر البشر قليلا ما تحتاج لأن تتجسد فى كلمات، لأنها تترجم فى معظم الأحيان من خلال إيماءات وتلميحات، وغالبا ما تفهم مشاعر الآخرين لا إراديا من خلال قراءة تعبيراتهم غير المنطوقة، مثل رنة الصوت أو الإيماءة أو التعبير بالوجه، وكذلك فهم إشارات اليد وما شابه ذلك، وتمثل قراءة التعبيرات غير المنطوقة ملمحا مهما فى مفهوم التعاطف، حتى لقد اتخذ الحكم على هذه المهارة كأحد المقاييس لمعرفة مدى تمتع الإنسان بالتعاطف. ويستدل الدكتور نبيل على أهمية قياس مهارات التعاطف، من خلال سرده للتجربة التى قام بها علماء بجامعة هارفارد عملوا على قراءة الانفعالات لمجموعة تجاوزت 7000 شخص يمثلون حوالى 20 دولة فى العالم، وطلبوا منهم التعبير عن مشاعرهم المختلفة دون استخدام ألفاظ، ثم قام هؤلاء الأشخاص مرة أخرى بالتعبير عن هذه المشاعر باستخدام كلمات معبرة عن تلك المواقف، ومن خلال تسجيل تلك التعبيرات على شرائط فيديو، وعرضها على أناس آخرين للتوصل إلى نتائج فى هذا الأمر، فوجد أن الإنسان قادر على إدراك مشاعر الآخرين من خلال قراءة التعبيرات غير المنطوقة، وعادة ما يكون صاحب مشاعر حساسة، وأقدر على التكيف العاطفى، وبالتالى يكون محبوبا أكثر من غيره، وذلك يشير إلى أن تميز الإنسان فى هذا يدل على تمتعه بمستوى عال من التعاطف. ويشير الدكتور نبيل إلى أن الأطفال الأكثر قدرة على قراءة المشاعر غير المنطوقة كانوا من الأطفال المحبوبين فى المدرسة، وأكثرهم استقرارا من الناحية العاطفية، كما كان أداؤهم الدراسى أفضل من غيرهم، على الرغم من أن معامل ذكائهم يقع فى حدود المتوسط دون أى تميز عن معامل ذكاء الأطفال الآخرين.