هل كانت دولة الإسلام فى عصوره الأولى، دولة دينية، أم أنها دولة مدنية عصرية بمقاييس الوقت الذى بدأ منذ دعوة الإسلام الأولى؟ المتأمل لهذا السؤال الذى مازالت المعارك تدور بشأنه يقفز بنا إلى معرفة أننا عشنا دولة إسلامية بدأت مع الرسول عليه الصلاة والسلام تعد العدة لمواجهة الأعداء، وتختار من هم أهل الكفاءة فى قيادة الجيوش، وليس شرطا أن يكونوا من أهل الفقه فى الدين، وتختار من يفهم فى تسيير أمور الناس الاجتماعية والاقتصادية وفقا لهذه القاعدة، لم يكن الإسلام وقتئذ بتعاليمه السمحة يقوم على حتمية أن يتبحر عموم المسلمين فى فقه دينهم، وإنما أقام دولة مكتملة الأركان وفقا لقواعد الهيكلة التى نراها فى الدولة الحديثة، كإنشاء الدواوين التى يماثلها حاليا الوزارات، ولأن الدولة الإسلامية كانت على هذا النحو استطاعت أن تكون الدولة العظمى فى زمانها، وتم ذلك لأنها كانت دولة مدنية وليست دولة دينية. «اليوم السابع» فتحت القضية فى مقال سابق لرئيس التحرير، وتعرض فى عددها الحالى آراء خص بها الجريدة علماء فى الفقه والشريعة والفلسفة الإسلامية.