دائما كان هناك مشككون فى قدرة رشدى أباظة وموهبته التمثيلية، حيث ادعى البعض أنه يعتمد على وسامته فقط.. اليوم السابع أخذت آراء بعض من أساتذة التمثيل فى موهبة رشدى التمثيلية. المخرج خالد جلال يرى أن رشدى أباظة فنان لا يختلف اثنان على موهبته وفنه، قدم جميع الأدوار السينمائية، ولكن بذكاء وفى مراحل مختلفة من عمره ونجح فيها، استغل كل إمكانياته الشكلية، حيث اعتمد فى أول مشواره على جاذبيته وخفة دمه دون التمكن من الموهبة، فركز على أدوار الشاب الحبيب خفيف الدم الذى يعتمد على عضلاته المفتولة دون تقديم مضمون للشخصية التى يقوم بأدائها، وكانت المرحلة الأولى بمثابة تدريب له للدخول فى المرحلة الثانية التى شهدت تطورا ملحوظا فى طريقة أدائه، فأصبح متمكنا من جميع محاور الشخصية التى يقدمها، وركز أكثر فى الأدوار التى تحتاج قدرات تمثيلية خاصة. فمثلا دوره فى فيلم "الرجل الثانى" مزج فى الشخصية بين محورين الشر الخالص والشر الكوميدى، واستطاع أن يفصل بين مشاهد الشر ومشاهد الكوميدى، وكأنه يمثل فيلمين داخل فيلم، ونجح فى ذلك وبعدما أصبح فى قمة نضجه الفنى بدأ يبحث عن الأدوار التى يضيف لها وليست هى التى تضيف له. ويتفق معه فى الرأى الممثل أحمد كمال المسئول عن ورشة تمثيل الفنان محمود حميدة ويقول فى البدايات اعتمد رشدى أباظة على وسامته فى الشباب وعمل أدوارا صغيرة وبعدها ركز على أدوار الفتى الأول، وبعد ذلك أتجه للأدوار الجادة وهذا حدث بعدما كبر فى السن وأصبح أداءه يتميز بالهدوء، وبدأ يلتفت لرشدى الممثل المتمكن من أدواته التمثيلية وليست وسامته فقط، خاصة وأنه كان يتمتع بخفة الروح وأصوله الطبقية جعلته يمتهن التمثيل بمزاج دون الإحتياج للمادة، بمعنى أن التمثيل بالنسبة له مهنة يحبها، وأضاف كمال أن رشدى يصلح ليكون ممثلا عالميا لأن تركيبته الجسمانية الخاصة ووسامته تؤهله لذلك. ولكن كان لمحمد عبد الهادى صاحب "ستوديو الممثل" رأى آخر، حيث أكد أن وسامة رشدى لم تكن المفتاح الوحيد لدخوله عالم الفن، بل يزيد على ذلك موهبته المعهودة التى ظهرت فى المرحلة الثانية من حياته، الموهبة التى كان يفتقدها فى أول دخوله عالم الفن، ولا ننسى أن ما ساعد رشدى على أخذ فرصته وإثبات نفسه هو مروره بمرحلة صحوة السنيما المصرية وأخذ خلاصتها وعاصر روائع وكلاسيكيات السنيما، وأيضا لا يخفى دور رشدى فى العمل على التطوير من نفسه كفنان حيث تعامل بذكاء ولم يحصر نفسه فى نوع واحد من الأدوار ولكن نوع من نفسه وعبر أصعب مرحلة يمر بها أى فنان وهى بناء كينونته كممثل وبناء أرضية قوية على أساسها يستطيع أن يتحرك من خلالها فى جميع الأدوار ومافعله أباظة أعتبره ذكاء أكثر من موهبة ووسامة.