"دوام الحال من المحال" هو شعار أحمد صابر الرجل الثلاثينى الذى وقف يبيع شيش صغيرة زجاجية أمام مسجد سيدنا الحسين، فأمام الباب الرئيسى لمسجد الحسين يقف مع زوجته "أم مصطفى" وأمامهم "قفص" صغير وضع عليه عدد من "الشيش" الزجاجية الصغيرة التى لا يتعدى طول الواحدة منهم 10 سم، يواجه كل من يعبر أمامه بابتسامه لطيفة، تتبعها بكلمات محفوظة لا يغيرها" تعالى شوف واتفرج يا بيه". " أنا بقالى هنا أكتر من 20 سنة".. بهذه الكلمات وصف أحمد لليوم السابع مهنته التى يعمل بها منذ أن كان فى ال16 من عمره، حيث كان يعمل فى بيع المنتجات الزجاجية سواء تحف أو أوانى "بيركس"، ويضيف "أنا زمان كنت فارش وببيع شيش كبيرة، لكن بعد ما الثورة جات والدنيا ريحت، بقيت بشتغل فى الحاجات الأنتيكات دى علشان مش معايا فلوس أجيب بضاعة والشيشة الكبيرة الواحدة بتعدى ال100 جنيه، فقررت أشتغل فى الأنتيكات على الأقل أرخص". شكل الشيشة الزجاجية الصغيرة يجذب الأنظار بشكل كبير، لا يستطيع معه من يعبر من أمامه أن يمنع عينيه عن التركيز عليهم بل وقد تدفعهم أحيانا على الاقتراب لرؤية هذه الشيشة الصغيرة عن قرب، فيقوم"أحمد" بمحاولة إقناع الزبون لشراء أحد هذه الشيش، موضحا له الاستخدامات المختلفة لهذه الشيشة الصغيرة ومدى قدرتها على أن تنافس الشيشة الكبيرة". أحمد يشكو حاله وحال البائعين مثله الموجودين أمام مسجد الحسين بقوله "زمان قبل الثورة السياحة كانت ماشية وكنت ببيع شيش كبيرة.. لكن بعد دخول الثورة تحولت من بيع الشيش الكبيرة إلى بيع الشيش الزجاجية الصغيرة علشان رخيصة وثمنها مبيوصلشى أربعين جنيها، وخصوصا أن فى ناس بتاخدها تحطها أنتيكة فى النيش، وفى ناس فعلا بتاخدها تشرب فيها شيشة، لأنها فعلا زى الشيشة الحقيقية، يمكن بالعكس دى أحسن من الشيش الكبيرة، لأن كلها مصنوعة من الزجاج، وده صعب يمسك فيه الدخان عكس الشيشة التانية.