"وريث يوسف شاهين" لقب يتنافس عليه المخرجون الذين خرجوا من عباءته، رغم محاولة كل منهم أن يرسم لنفسه شخصية مستقلة، إلا أن أعمالهم بمختلف قيمتها تحمل روح يوسف شاهين فى العمق وتكوين الصورة وإيقاع الأحداث والرؤية النهائية. جميعهم يتنافسون على هذا اللقب لما يحمله من قيمة سينمائية كبيرة، ومنهم داوود عبدالسيد ومجدى أحمد على وعماد البهات وأمير رمسيس، فيما يعتبر البعض المخرج خالد يوسف هو الوريث الشرعى ليوسف شاهين، خاصة وأن استعانة "الأستاذ" به لاستكمال آخر أفلامه "هى فوضى" يعد بمثابة اختيار من شاهين نفسه أن يكون خالد هو الوريث الشرعى سينمائياً له، وتتويجاً من الأستاذ إلى التلميذ، والأكثر من هذا أن يضع يوسف شاهين اسم خالد يوسف بجانب اسمه على الأفيش، وهو الحلم الذى لم يكن يحلمه خالد يوسف على حد قوله، حتى إن خالد فى بداية مشواره أضاف لاسمه لقب يوسف ليصبح خالد يوسف إعجاباً بالأستاذ، وهو بالطبع ليس اسمه الحقيقى. محمود قاسم يرى أن كل مخرج من الذين خرجوا من عباءة يوسف شاهين حملوا صبغته فى أعمالهم الأولى، والسبب يرجع إلى أن هذه الأعمال كانت من إنتاج أفلام مصر العالمية التى يملكها يوسف شاهين مثل أفلام "أحلام صغيرة" لخالد الحجر و"الأبواب المغلقة" لعاطف حتاتة و"المدينة" ليسرى نصر الله و"العاصفة" لخالد يوسف، أى أنهم اصطبغوا به لأنهم كانوا فى بيته، ولكن عندما خرجوا من شركته أصبح لكل منهم الشكل الخاص به، والذى يحمل فى طياته أيضاً بصمات يوسف شاهين، ولكن بأشكال مختلفة. ولكن اختيار أحدهم فقط ليكون الوريث أمر محير، لأن مدرسة يوسف شاهين السينمائية مرت بمراحل عديدة حتى وصلت إلى الصيغة التى انتهى إليها ومنحته جائزة السعفة الذهبية من مهرجان كان عن مجمل أعماله، حيث بدأ يوسف شاهين مشواره من الأفلام الواقعية الكلاسيكية مثل أفلامى"ابن النيل" و"صراع فى الوادى" و"باب الحديد"، ثم انتقل إلى الأفلام الغنائية مثل "إنت حبيبى"، والذى يعد من رواد هذه النوعية التى نجح فى توظيف الغناء والرقص ضمن الدراما دون إقحام، ثم انتقل إلى نوعية أكثر عمقاً من الأفلام مثل روائع أفلامه فى السبعينيات منها "الابن الضال" ومن قبله فيلم "الأرض"، وهو الفيلم الوحيد الذى كان محمود المليجى فيه بطلا مطلقا، والذى اشتهر بالمشهد الأخير لهذا الفيلم عندما جرف الأرض بأصابع يديه، وقد اختارت أكاديمية علوم السينما فى باريس المشهد الأخير ضمن أهم 100 مشهد فى تاريخ السينما العالمية. حتى وصل إلى أفلام السيرة الذاتية التى بدأها فى الثمانينيات بداية من فيلم "إسكندرية ليه" و"حدوتة مصرية" و"إسكندرية كمان وكمان" وأخيراً "إسكندرية نيويورك".