سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محاولات "الوقت الضائع" للخروج من الأزمة فى مصر .. ثلاث مبادرات من العوا واتحاد علماء المسلمين تحالف المصريين الأمريكين لاحتواء الوضع دون جدوى ..وحيد عبد المجيد: الإخوان عليهم القبول بخارطة الطريق.
يوم تلو الآخر، تستمر المحاولات لإنهاء الأزمة الحالية التى تشهدها مصر على خلفية إسقاط حكم الإخوان، والخروج من هذا المشهد الضبابى دون وقع مزيد من الضحايا، خاصة فى حالة فض الاعتصامات المؤيدة للرئيس فى النهضة ورابعة العدوية . المحاولات بدأت بالدعوات المستمرة من الفريق أول عبد الفتاح السيسى بمطالبة الإخوان ومؤيدى الرئيس، بالمشاركة فى خارطة الطريق التى دعا إليها، وتم تطبيقها فعليا وتلاها بعد ذلك بدء طرح مبادرات للخروج من الأزمة، والتى كان أولها مبادرة الدكتور سليم العوا، التى قامت على نقاط معينة تمثلت فى أن يفوض رئيس الجمهورية سلطاته الكاملة، لوزارة مؤقتة جديدة يتم التوافق عليها فى أول جلسة سياسية وذلك استنادا للمادتين 141 و142 من الدستور. والبند الثانى أن تدعو الوزارة المؤقتة فى أول اجتماع لها لانتخابات مجلس النواب خلال 60 يوما، والبند الثالث أن يتم تشكيل وزارة دائمة بعد الانتخابات والرابع تحديد إجراءات انتخابات رئاسية وفقا للدستور، وأخيرًا إجراء تعديلات الدستورية المقترحة، وهى المبادرة التى أعلنت الجماعة أنها ستدرسها . إلى جانب هذه المبادرة أصدر تحالف المصريين الأمريكيين بياناً قدم فيه مبادرة جديدة للخروج من الأزمة، تمثلت أبرز بنودها فى أن يتخلى الإخوان تماما عن مطلب عودة مرسى أو عودة الدستور، وأن يعلن الإخوان بشفافية تامة مصادر تمويلهم بما فى ذلك مصادر التمويل الدولى، وأن يعلنوا كتابة تخليهم عن نظريتهم فى إنشاء خلافة إسلامية، وأن يتعهدوا بأنه لا مساس بالحريات الفردية ولا بحريات الفكر والعقيدة تحت أى مسمى . ولفت الاتحاد إلى أنه بهذه التعهدات يمكن أن يؤكد الإخوان للشعب المصرى أنهم عازمون على تطوير أنفسهم ليصبحوا فصيلا وطنيا مصريا ضمن كافة الفصال السياسية المصرية الأخرى، وبذلك يمكن لهم الجلوس على مائدة المفاوضات مع كافة الأطراف الوطنية الأخرى للتوصل إلى حل سياسى بين الجميع ضمن خارطة الطريق التى تمخضت عنها تطورات 30 يونيو. كما أطلق الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين مبادرة لحل الأزمة وتقضى المبادرة، بحسب بيان للاتحاد، الذى يرأسه الداعية الإسلامى الشيخ يوسف القرضاوى ويتخذ من الدوحة مقرا له، بعودة الشرعية بكل مكوناتها والإسراع فى إجراء انتخابات برلمانية ثم الاتفاق على استفتاء عام أو داخل البرلمان المنتخب على الرئيس "المعزول" محمد مرسى. وفى الوقت التى ظهرت فيه هذه المبادرات استمرت الدعوات الغربية إلى المصالحة الوطنية وإيقاف العنف خاصة مع زيارة مبعوثة الاتحاد الأوروبى مصر ومحاولة لقاء كافة الأطراف، حيث التقت ممثلى التحالف الوطنى لدعم الشرعية الذى، طالب بدوره بعد انتهاء هذا اللقاء، السلطة الحاكمة الحالية بأن ترسل رسائل تهدئة لتهيئة المناخ لبحث المبادرات المطروحة فى مصر. وهو ما اعتبره البعض اتجاه من مؤيدى الرئيس إلى محاولة فتح باب للحوار، وقال الدكتور محمد محسوب، نائب رئيس حزب الوسط ورئيس وفد التحالف الوطنى لدعم الشرعية مع كاترين آشتون:" ننتظر ممن بيدهم السلطة الآن أن يرسل رسائل للتهدئة والتى تعنى التوقف عن مواجهة المتظاهرين السلميين، ووقف الحملات الإعلامية التى تهدف تشويه الآخر واستباحة دمه، والإفراج عن المعتقلين من قيادات الأحزاب السياسية، والتخلى عن كيل الاتهامات الظالمة"، مشيرًا إلى ضرورة البحث عن مخرج عادل ودستورى وشرعى". وحيد عبد المجيد المحلل السياسى، ورئيس مركز الأهرام للترجمة والنشر، قال إنه لا جدوى من طرح أى مبادرات قبل أن تتوقف جماعة الإخوان العنف، وتحترم القانون وتنضم لخارطة الطريق كأساس لبدء حوار ومصالحة . وأوضح أن مدى فاعلية المبادرات والزيارات التى تقوم بها القوى يتوقف على الدور الذى يمكن أن يلعبه عقلاء الجماعة فى إيقاف التصعيد وحماية الجماعة من اندفاعها نحو التحول إلى جماعة إرهابية تعتمد على العنف . وأضاف عبد المجيد أن أيا كان ما تسعى إليه الإخوان سيتحملون عواقب اختياراتهم إما بالعودة إلى الحياة السياسية أو الوصول إلى جماعة إرهابية تدعم العنف ويكرهها الشارع . ولفت عبد المجيد إلى أن محاولة الإخوان الضغط على الشعب من خلال استمرار الاعتصامات لتحقيق مكاسب سياسية لن يوصلهم إلى شىء، مشيرا إلى أن الحل الوحيد هو إيقاف العنف والاقتناع باختيار القطاع العريض من الشعب للبدء فى تطبيق أى مبادرات فعلية . فى حين قالت نورهان الشيخ أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن موقف الجماعة لم يتغير حتى الآن برغم المبادرات التى تم الدعوة إليها من كل الجهات بما فيها القوات المسلحة والفريق أول عبد الفتاح السيسى. وقالت نورهان الشيخ إنها حتى الآن لم تلحظ أى تغير فى موقف الإخوان، لافتة إلى أن مؤيدى الرئيس حرقوا أخر بيان ألقاه عليهم الجيش فى رابعة العدوية اليوم مما يعنى أنهم لم يستجيبوا لأية محاولات. وأضافت الشيخ أن مواقف الإخوان ومؤيدى الرئيس تزداد تشتتا وأن ما يظهروه من مرونة أمام القوى الغربية مثلما حدث فى لقاء آشتون الهدف من وراءه كسب مزيد من التأييد الخارجى، مشيرة إلى أن هذه المرونة مزيفة بدليل أنهم يغيرون حديثهم ويتلونون بعد انتهاء هذه اللقاءات . واعتبرت أن الوضع فى مصر لا يحتاج إلى طرح مزيد من المبادرات للخروج من الأزمة، لافتة إلى الإخوان عليهم العمل على فض الاعتصامات بشكل سلمى.