اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الصادرة اليوم الأربعاء أن قرار دولتى الإمارات العربية والمملكة السعودية بمنح مصر مساعدات مالية فى شكل منح وقروض بقيمة 8 مليارات دولار أمريكى لا يهدف فقط إلى دعم الحكومة الانتقالية فى القاهرة بل أيضا إلى تقويض منافسيهم الإسلاميين وتقوية حلفائهم عبر الشرق الأوسط. واعتبرت الصحيفة فى تقرير لها بثته على موقعها الالكترونى أن هذه المساعدات المالية الكبيرة تعكس التنافس الإقليمى المستمر بين المملكة العربية السعودية وقطر من أجل بسط النفوذ فى المنطقة، لاسيما بعد أن ساعدت الأخيرة على قدوم الإسلاميين إلى سدة الحكم فى العديد من بلدن الربيع العربى. وأشارت إلى أن قطر، التى تتحالف مع تركيا، منحت دعما دبلوماسيا وماليا قويا إلى جماعة الإخوان المسلمين فى مصر فضلا عن الدعم الذى أغدقته على الإسلاميين فى معارك قتالية أخرى فى الشرق الأوسط مثل سوريا حاليا وليبيا فى السابق. وقالت "التعهدات العربية بمنح مصر هذا الكم من المساعدات المالية يظهر أيضا محدودية النفوذ الأمريكى فى القاهرة بجانب صغر حجم المساعدات الأمريكية لمصر والمقدرة ب1.5 مليار دولار سنويا إذا ما قورنت بالمساعدات العربية". ورأت أن رد فعل دول الخليج إزاء ما جرى فى مصر يتناقض فى الحقيقة وبشكل كبير مع ضبابية الإدارة الأمريكية وعدم قدرتها على الاستجابة إلى تدخل الجيش المصرى فى الأزمة والأهم من ذلك كيفية استخدام نفوذها عبر منطقة كبيرة تختلط فيها المصالح الأمريكية بعد أن عمتها الفوضى وعدم الاستقرار. وأردفت الصحيفة الأمريكية تقول "إن الإمارات والسعودية بدا عليهما الابتهاج لتحرك الجيش المصرى لإسقاط حكم الرئيس محمد مرسى نظرا لعمق عدائهما التاريخى لجماعة الإخوان المسلمين، بخلاف قطر التى دعمت الجماعة ومنحتها مساعدات بقيمة 8 مليارات دولار وتركيا التى قدمت لمصر إبان حكم الجماعة قروضا بقيمة مليارى دولار". ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن التوترات القائمة بالفعل بين السعودية وقطر تعد أكبر وأوسع نطاقا من ثورات الربيع العربى التى بدأت عام 2011، فبينما تعتبر السعودية نفسها قائدا إقليميا، تلعب قطر من خلال قناة الجزيرة الإخبارية التى تملكها دورا مهما فى العديد من الأحداث المهمة والحاسمة فى المنطقة. واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إنه رغم الدعم الكبير الذى منحته قطر التى تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية فى الشرق الأوسط- للإسلاميين فى تونس وليبيا وسوريا ومصر، إلا أنها كانت تنتقد بشكل سرى أخطاء الإخوان المسلمين خلال العام الماضى. ونقلت عن مصطفى العاني، المحلل فى مركز الخليج للأبحاث ومقره دبى قوله إن القطريين لم يكونوا سعداء بقرار إسقاط مرسي، لكنهم أيضا أعربوا عن انزعاجهم بأخطاء الإخوان التى ارتكبوها العام الماضى.