اهتم عدد كبير من الصحف العالمية باتجاه "واشنطن" إعفاء مصر من ديون قدرها مليار دولار، حيث قالت صحيفة الجارديان أن المبادرة الأمريكية تعكس تبخر مخاوف وشكوك الجانب الأمريكي من القيادة الإسلامية الجديدة في مصر، إضافة إلى رغبة واشنطن في دعم الاقتصاد المتداعي ل"حليفها القديم". وبحسب دبلوماسيين أمريكيين فإن المفاوضات قائمة على قدم وساق لإتمام الاتفاق، الذى يرجح أن يكون نواة لحزمة من الاتفاقات المعقدة التى تشمل مبادلة ديون وشطب مستحقات أمريكية على مصر، في أسرع وقت ممكن؛ وكذلك فإن إعفاء مصر من جزء من ديونها يأتى في أعقاب إعطاء الولاياتالمتحدة الضوء الأخضر لصندوق النقد الدولى لمنح مصر قرضا قيمته 4.8 مليار دولار بنهاية هذا العالم، وبحسب الصحيفة فإن الأمريكان باتوا يدركون أن المساعدات الاقتصادية هى الطريقة الوحيدة المتاحة أمام واشنطن للاحتفاظ بنفوذها في القاهرة."نيويورك تايمز": "إخوان" مصر يشبهون "الجمهوريين" في أمريكا وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن أوباما أرسل مفاوضين الأسبوع الماضي للقاهرة، لبحث تفاصيل المبادرة وتقديم 375 مليون دولار أخرى كتمويل وضمانات قروض للمستثمرين الأمريكان في مصر، إضافة لتأسيس صندوق استثمار برأسمال 60 مليون دولار. وقالت الصحيفة إن الإخوان المسلمين عبروا بوضوح عن عدم اهتمامهم بتحفظات الأحزاب الإسلامية الأخرى على المساعدات والقروض الأجنبية. وبحسب الصحيفة فإن المسؤولين الأمريكيين "فوجئوا بحجم انفتاح الرئيس مرسى ومستشاريه على التغيرات الاقتصادية وتركيزهم الكبير على خلق فرص العمل"، ووصف مسؤول آخر قادة الإخوان بأنهم أحيانا يتصرفون "مثل الجمهوريين". أما صحيفة واشنطن بوست، فتوقعت إتمام الصفقة بنهاية الشهر الجاري لتشجيع الحكومة المصرية على استئناف تحرير الأسواق واتخاذ مزيد من الإجراءات لتسهيل الاستثمار. وأضافت الصحيفة أن أمريكا تعرض 250 مليون دولار في صورة ضمانات قروض للمشروعات الصغيرة والمتوسطة و 219 مليونا أخرى للقروض والاستثمارات في المشروعات الصغيرة فقط . وأجمعت الصحف الإسرائيلية عن ترحيب تل أبيب، باتجاه الولاياتالمتحدة لشطب مليار دولار من ديونها المستحقة لدى مصر، واعتبرته فرصة ذهبية لكي تمارس واشنطن نفوذها على القاهرة باعتبارها أكبر دولة عربية في الشرق الأوسط ولدورها المهم في التطورات بالمنطقة، حيث أبلغ السفير الإسرائيلي لدى الولاياتالمتحدة مايكل أورن أعضاء الكونجرس الأمريكي بدعم إسرائيل للمساعدات الأمريكية بالرغم من مخاوف تل أبيب من التغيرات في مصر تحت قيادة جماعة الإخوان المسلمين، موضحا أن تفاقم البطالة وغياب الاستقرار في مصر أخطر بكثير على المنطقة ومصالح اسرائيل ."معاريف": موقف مرسى من بشار الأسد وراء الحماس الأمريكي لدعمه وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن هذه هي المرة الأولى منذ اندلاع ثورة يناير وجلوس الرئيس محمد مرسي "الإخواني" على كرسي الرئاسي، التي تشعر فيها الولاياتالمتحدة بأنه قد حان الوقت لمساعدة النظام الجديد اقتصاديا لتشجيعه على المضي قدما نحو الديمقراطية، معتبرة أنها فرصة ثمينة للولايات المتحدة، لكي تمارس نفوذها على مصر من خلال مساعدتها في التصدي لمعدلات الفقر والبطالة. وأوضح الموقع الإلكتروني للقناة "السابعة" الإسرائيلية أن هذه الخطوة تنم عن وجود تغيير في سياسة واشنطن تجاه القاهرة، التي كانت قد قررت تجميد مساعداتها لها منذ صعود مرسي للحكم تخوفا من الحكم الإسلامي.حزمة المساعدات: مليار دولار ديون معفاة و 375 مليونا ضمانات قروض و470 مليونا للمشروعات الصغيرة وركزت صحيفة "هاآرتس" على تجدد المساعي الأمريكية لتقديم مساعدات مالية لمصر لدعم التحول الديمقراطي فيها، بعدما كانت قد توقفت تخوفا من عدم الاستقرار السياسي ومخاوف واشنطن من الزعماء الجدد المنتخبين، مضيفة أن هذه المساعي شهدت زخما في الأسابيع الأخيرة إثر مخاوف واشنطن من فقدان نفوذها وفرص استثماراتها في مصر لحساب دول أخرى مثل الصين، التي فضل الرئيس مرسي أن تكون أولى زيارته الخارجية الرسمية لها، الأمر الذي أثار مخاوف إدارة الرئيس أوباما. ورجحت صحيفة "معاريف" أن يكون الموقف الأمريكي نابعا من موقف الرئيس مرسي من الأزمة في سوريا وكلمته أما قمة دول عدم الانحياز التي دعا فيها الرئيس السوري بشار الأسد إلى الرحيل عن الحكم ووضع حد لسفك الدماء في سوريا.