مصر رايحة على فين بعد 30 يونية ؟ سؤال لا يعلم إجابته سوى الله، فالوضع الملتبس الذى تعيشه البلاد فى ظل حالة الانقسام الحاد، ينذر بكارثة، فمؤيدو الرئيس من تيار الإسلام السياسى يؤكدون أنهم سيحمون بدمائهم شرعية الرئيس الذى جاء من خلال الصندوق الانتخابى، ومعارضو الرئيس يؤكدون أنهم لن يعودوا إلا بعد تنحية الرئيس أو إجرائه انتخابات رئاسية مبكرة وأنهم مستعدون للتضحة بدمائهم فأوضاع البلاد وصلت لمرحلة من الإخفاق لا يمكن السكوت عليها. واللافت للنظر أنه رغم تباين الموقفين إلا أن هناك عاملا مشتركا بينهما ألا وهو الدماء المصرية التى يُمكن أن تُساَل من كليهما. والسؤال الذى يطرح نفسه من يتحمل مسئولية هذه الدماء المصرية أمام الله، وأمام التاريخ ومن يُحرض عليها من أجل منصب أو جاه ؟ لعن الله كُرسى الحكم وشهوة السلطة التى أوصلت أبناء الوطن الواحد إلى الاستعداد للاقتتال وإراقة الدماء؟ والسؤال الآخر هل فات الوقت الممكن لتجنب إراقة الدماء وتجنيب البلاد مستقبلاً مجهولاً، قد يعصف بمستقبلها؟ نعم رغم ضيق الوقت يمكن أن نُجنب البلاد الدخول فى متاهات لا يعلم مداها إلا الله، ولكن الأمر يحتاج إلى إرادة ورغبة حقيقية وإعلاء لمصلحة الوطن. والبداية يجب أن يفعلها الرئيس فوراً وهو ما كنا ننتظره فى خطابه ولكنه لم يحدث فلابد من تشكيل حكومة جديدة، ليس لها أى انتماءات حزبية وتعيين نائب عام جديد، من خلال مجلس القضاء الأعلى وتشكيل لجنة توافقية لتعديل المواد الخلافية فى الدستور، ومجلس استشارى حقيقى للرئاسة من أصحاب الخبرات وليس الولاءات ولتكن هذه المطالب بداية لمشاركة حقيقية من الجميع فى حكم البلاد ولنتحمل جميعاً مسئوليتنا أمام الوطن. افعلها يا دكتور مرسى بلا تأجيل فالوقت من ذهب إن لم نستغله فوراً سيقطعنا جميعاً.