داخل أحد المراكز التجارية، بدأت جريمة توظيف الأموال خارج الإطار الاقتصادى.. محل صغير داخل المول يمتلكه بائع وزوجته، أرادا التوسع فى تجارة الملابس.. فقررا إغراء زبائنه بمشاركتهم.. واستطاعا جمع مبالغ مالية من عدد كبير من المواطنين، بقصد توظيفها واستثمارها مقابل أرباح شهرية يتحصلون عليها، واستطاع البائع وزوجته الاستيلاء على مبالغ تقدر ب8 ملايين جنيه، وفرا هاربين إلى سوهاج. بدأت الواقعة عندما قام عبدالسلام 43 عاما، كان يعمل بشركة «a.m.z»، وشريك فى مصنع حلويات.. باستئجار محل فى أحد المراكز التجارية.. وأراد التوسع فى تجارته، فقرر إدخال شركاء من الأصدقاء والزبائن.. وتزايد المساهمون بسبب الفائدة التى تفوق البنوك.. فهو كان يدفع %30 فائدة كل شهرين لأكثر من 50 من الشركاء، بالاشتراك مع زوجته حنان. وبمرور الوقت زادت الحصيلة، ليقرر الزوجان الهرب، ويكتشف المتعاملون معهما غيابهما فجأة، ليتوجهوا إلى الإدارة العامة لمباحث الأموال بمديرية أمن القاهرة التى بدأت تحقيقاتها مع الجميع. كشفت التحريات عن تورط أحد أقارب المتهم فى عملية النصب وهو أيمن. د.ع ابن شقيق عبدالسلام المتهم الهارب، وتم احتجازه بقسم شرطة المعادى، وتبين أنه كان شريكهما فى النصب على هؤلاء الشباب. وجار البحث عن الزوجين الهاربين، فيما أكد الذين تعرضوا للنصب بأنهم وقعوا ضحية لعبدالسلام وزوجته حنان، اللذين أوهموهم باستثمار أموالهم فى مصنع للحلويات، وهو ما دفع الشباب لإعطائهم أموالهم من أجل استثمارها، والحصول على الفائدة كل شهرين. ومن داخل مول جراند المعادى، الذى يعمل به عدد كبير من هؤلاء الشباب، كانت حالة من الخوف قد سيطرت على هؤلاء الشباب بعد فقدانهم أموالهم، وسادت حالة من القلق على وجوههم، وأكدوا أن هذه الأموال هى «تحويشة العمر» التى قام عبدالسلام وزوجته بالنصب عليهم فيها، والتى كانوا ينوون أن يبدأوا بها حياتهم، وعمل مشروع يساعدهم على الاعتماد على أنفسهم، ولكن القدر شاء أن يوقع بهم تحت أيدى هذين الزوجين النصابين، منتظرين أن تنجح الجهود الأمنية فى القبض عليهما وإعادة أموالهم لهم.