بيزنس ال«أوبن داى»، أو اليوم المفتوح، هو اسم اعتادت سيدات الطبقة الراقية فى المجتمع الراقى إطلاقه على معارض اليوم الواحد، التى كانت تنظم فى المنازل لعرض الملابس أو مستحضرات التجميل من الماركات العالمية المختلفة وتسويقها، وتحول هذا النوع من الاستثمار من شكله التقليدى، المقصور على العرض فى المنازل داخل نطاقات ضيقة من الأصدقاء، لينتشر بشكل ملحوظ، فى نوادى المحافظة وقاعات الاحتفالات بجميع مستوياتها، وكذا فى الجمعيات الأهلية والمؤسسات الاجتماعية بصورة جديدة تعكس تواجده كأحد مجالات الأعمال الجديدة، التى أصبحت تنافس المحال التجارية، والمعارض الصيفية الصينية الدائمة. قالت أميرة السباعى، تاجرة، إنها تعمل فى مجال بيع الملابس المستوردة، وأسعار البيع للزبون فى نظام «أوبن داى»، تكون أقل من أسعار المحال، بسبب عدم وجود تكلفة إيجار للمحل، وأيضاً الاعتماد على عدد قليل من قطع الملابس فى البيع، وبالتالى لا تحتاج إلى دفع مبالغ كبيرة لمصلحة الجمارك، وتحصل عليها من أكثر من مصدر من الصديقات. واعتبرت «أميرة» ميزة «الفصال والقسط» من أهم المميزات التى تجذب الزبون إلى معارض اليوم الواحد، حيث إن الفصال من أكثر الأشياء التى تجعل الزبون يشعر بأنه اشترى المنتج «برخص التراب»– بحسب تعبيرها- مشيرة إلى أن اقتراح التقسيط وتأجيل الدفع أحيانا مع الزبائن الدائمين، نظراً لظروف اقتصادية وتضخم الأسعار، يزيد من الإقبال على «أوبن داى». وتتفق معها فى الرأى يسرا عبدالله، تاجرة، تعمل فى تنظيم معارض اليوم الواحد، إذ تقوم بدور الوسيط وتجمع إنتاج السيدات من المشغولات اليدوية، التى تتضمن مفارش وأشغال تريكو وكروشيه وإكسسوارات يدوية، وتعرضها فى النوادى، وهى طريقة تتغلب بها على ارتفاع أسعار تأجير منصات العرض، التى تتراوح بين 300 و400 جنيه عن اليوم الواحد. وقالت يسرا: «نادرا، ما نجد من لديها الهواية والابتكار لصنع المنتجات والمشغولات، وعلى علم بالمعرفة الاقتصادية لكيفية إدارة مشروع واستغلال هوايتها لتحقيق الربح المادى». وأضافت: «عدد المنتجات التى تستطيع سيدة بمفردها أن تنتجها، هى فى الغالب لا تشجعها على التفكير فى تسويقها على نطاق أوسع من دائرة المعارف، وتحجم بعض السيدات من أصحاب المهارات الحقيقية عن فكرة بيع مشغولاتها، بسبب الخجل الاجتماعى، فكانت تلك الخطوة لتشجيع السيدات من صديقاتى على بيع المشغولات، حتى تطور الأمر مع الوقت وزيادة الطلب والإقبال على منتجات أصحاب الهوايات». وأوضحت: «بدأت بصديقتين فى مجال الإكسسوارات الحريمى، وهو نفس المجال الذى كان يستهوينى، بعدما سألت عن سعر تأجير منصة العرض فى النادى، واقتسمنا المبلغ ونجحنا فى أول تجربة، وهو ما شجعنى على الاستمرار، فأنشأت صفحة على موقع «فيس بوك» على الإنترنت، وضعت بها جميع وسائل الاتصال بى لمن يرغب فى عرض منتجاته اليدوية، فلاقت قبولاً جعلنى أنتقل إلى مرحلة لاحقة، وهى التسويق مقابل نسبة من الأرباح». ولفتت «يسرا» إلى أن أسعار تأجير منصات العرض تتفاوت فى القاعات الكبيرة والنوادى والجمعيات، حيث تبدأ الأسعار من 30 جنيها كحد أدنى، إلى 120 جنيهاً، وصولاً إلى 300 جنيه فى قاعات الحفلات المغمورة والدرجة الثانية، فى حين تصل إلى 400 جنيه فى النوادى والقاعات الكبيرة الراقية». وقالت منى عبدالرحمن، ربة منزل، إن ظاهرة ال«أوبن داى» أصبحت منتشرة فى المجتمع السكندرى بشكل كبير، خاصة فى فصل الصيف وإجازات نصف العام، حيث يوجد بها العديد من مستلزمات المنزل وما تحتاجه الفتيات المقبلات على الزواج الحديث من مشغولات يدوية ومفروشات جيدة، خاصة فى ظل وجود بعض المنتجات المستوردة من الخارج. وانتقدت هدى محمد، وهى حديثة الزواج، انتشار معارض اليوم الواحد داخل النوادى، لأنها تسمح بالدخول والبيع لأعضاء النادى فقط، وتحجب عن المواطنين الراغبين فى الشراء والتسوق، مطالبة بتعميمها فى الأماكن العامة المفتوحة. فيما قال عمرو حسن، صاحب أحد محال الملابس، إن تجار ال«أوبن دى» يلجأون بشكل أساسى إلى استغلال رغبة الزبون فى الحصول على أفضل المنتجات بأقل سعر، فيقدمون فى بعض الأحيان منتجات ذات قيمة وجودة متدنية عن مثيلاتها فى المحال، حيث يخدعون الزبائن بتدنى الأسعار. وأوضحت ريهام مصطفى، بائعة مستحضرات تجميل، أن معارض اليوم الواحد تمثل خسارة كبرى لبعض أصحاب المحال والزبائن معاً، حيث تعرض منتجات مغشوشة أحيانا- على حد قولها- على أساس أنها مستوردة من الخارج، عن طريق تزييف العلامات التجارية الشهيرة، ويجد الرواد من الجمهور صعوبة فى استرداد ثمن البضائع، نظراً لأن تلك المعارض تكون ليوم واحد فقط، وتغير محال إقامتها». فى المقابل، قال الدكتور سعيد عبدالعزيز، عميد كلية التجارة بجامعة الإسكندرية، إن ظاهرة معارض اليوم الواحد أو «أوبن داى» تعد فكرة جيدة وممتازة، ومن أفضل وسائل التسويق الفاعلة لمنتجات المشروعات المتوسطة والصغيرة.