«هدى» أسلمت.. عندها ولدين مسيحيين و4 مسلمين.. ولما الدنيا ضاقت مبقاش قدامها غير أنها تبيع حشيش أو تبيع جسمها عشان تأكل ولادها

والله يا رب أنا اتهديت ونفسى أستريح.. لا القريب حاسس بيا ولا الغريب عاذرنى

عندما تسمع قصتها التى ترويها لك بدموعها وبالمستندات والأوراق الشخصية، لا تعرف هل معاناتها دينية، أم اجتماعية، أم مادية، أم إنسانية، ف»هدى» مسيحية أسلمت منذ عشرين عاماً، وأصبح عمرها الآن 40عاما، وهى تحكى حكايتها بدموعها: وأنا طفلة لم أكن أحب الذهاب إلى الكنيسة ولما كنت أروح غصب عنى أشعر ب«خنقة» على صدرى، قالوا إن عليا عفاريت مسلمة، وذهبوا بى إلى الدير فى بلقاس، ولكننى بقيت كما أنا، فكان الحل لدى أهلى أنهم اكتفوا بتعليمى حتى الصف الخامس الابتدائى، ثم زوجونى وعمرى 14 سنة، وأنجبت مينا وماجد، وحين فاض بى الكيل تركت بيتى وعيالى لأبيهم ومشيت وأشهرت إسلامى، واستضافتنى أسرة مسلمة لفترة ثم تزوجت من أحد أقارب هذه الأسرة، وأنجبت منه هدير وعلى، وكنت وقتها فى منتصف العشرينات.
شاركت زوجى المسلم هذه المرة بناء بيته، كنت أحمل مع البنائين الطوب والزلط «علشان نخلص»، وفعلا خلصنا بناء البيت ولكننى فوجئت بهذا الزوج يتنكر لمجهودى معه ويتزوج علىّ ويطالب أبنائى بأن يقولوا لزوجته «ماما»، طلبت الطلاق وأخدت ولادى ومشيت من البيت. بدأت الدنيا «تلطش معايا أكتر» ومبقاش قدامى الا أن أبيع حشيش أو جسمى عشان أأكل ولادى ولذلك ولم أستطع إدخال هدير المدرسة واكتفيت بتعليم على فقط.
نزلت اشتغلت فى كافيتريا على البحر، وابتديت أعرف غدر الدنيا وأقاسى استغلال الناس لظروفى، اتعرفت على شاب اسمه أحمد وهو زوجى حالياً ويصغرنى بسنتين، كان يريد الاستقرار وكنت أريد الحماية، احتويت أحمد وحاولت جره للطريق المستقيم «لأنه كان شغّال فى حاجات وحشة.. مخدرات وكده»، وأنجبت منه ملك 3 سنوات، ووليد 4 سنوات. وفعلا اشتغلت أنا وزوجى فى الكافتيريا اللى كنت شغالة فيها بعد طلاقى من أبوهدير.
من يوم ما تركت مينا وماجد وأسلمت، وأنا أتعرض لمحاولات لإرجاعى إلى دينى من أهلى، فهم يبحثون عنى دائما وبمجرد أن يعثروا على مكان اقامتى تحدث مشاكل ومشاجرات يتضرر منها أولادى الأربعة وزوجى الحالى، لا أحد يريد أن يقتنع أننى «حرة» ويتركونى فى حالى والله انا اتهديت ونفسى أستريح فلا القريب حاسس بيا ولا الغريب عاذرنى.