كشفت دراسة طبية حديثة عن ثلاثة عوامل رئيسية مرتبطة بأمراض القلب قد ترفع خطر الوفاة الناتجة عن مرض الكبد الدهني المرتبط باضطراب التمثيل الغذائي (MASLD) بنسبة تصل إلى 40%. ويُعرف هذا المرض، الذي بات يصيب نحو شخص من كل خمسة في بريطانيا، بتراكم الدهون الزائدة داخل الكبد، ولا يرتبط بتناول الكحوليات كما هو شائع في أمراض الكبد الأخرى. اقرأ أيضًا | تراكم الدهون في الكبد ينذر بأعراض صحية خطيرة 1- ارتفاع ضغط الدم والسكري والكوليسترول "النافع" المنخفض الباحثون الأمريكيون أوضحوا أن ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري من النوع الثاني، وانخفاض مستويات الكوليسترول عالي الكثافة (المعروف بالكوليسترول النافع)، تعد أبرز العوامل التي تزيد من خطورة الوفاة بسبب هذا المرض. الدراسة التي شملت تحليل السجلات الصحية لأكثر من 134 ألف شخص، بين عامي 1988 و2018، كشفت أن ارتفاع ضغط الدم وحده يزيد خطر الوفاة بنسبة 40%. أما مرض السكري من النوع الثاني وانخفاض الكوليسترول النافع فقد رفعا الخطر بنسبة 25% و15% على التوالي. 2- مرض صامت يهدد الصغار والكبار النتائج المنشورة في مجلة Clinical Gastroenterology أكدت أن كل عامل إضافي من عوامل الخطر الأيضية يزيد من احتمالية الوفاة لدى مرضى MASLD بنسبة 15%. وحذّر الخبراء من أن المرض، الذي كان شائعاً بين كبار السن ومدمني الكحول فقط، بدأ ينتشر بسرعة بين فئة الشباب وحتى الأطفال، حيث تضاعفت الإصابات بين الصغار خلال العقدين الماضيين. الأخطر أن نحو 80% من المصابين يظلون دون تشخيص، نظراً لغياب الأعراض الواضحة، أو لالتباسها مع مشاكل صحية أقل خطورة، وغالباً ما يتم اكتشاف المرض بالصدفة خلال تحاليل دم روتينية أو فحوص وظائف الكبد. 3- تحذيرات وتوصيات طبية الدكتور ماثيو دوكويتش، الباحث في أمراض الكبد بجامعة جنوب كاليفورنيا وأحد قادة الدراسة، قال:"كان الاعتقاد السائد أن السكري هو العامل الأخطر لدى مرضى MASLD، لكن نتائجنا أظهرت أن ارتفاع ضغط الدم لا يقل خطورة، وهو ما يمثل نقطة تحول مهمة في فهم المرض". من جانبها، أوضحت الدكتورة نوره تيرولت، أخصائية الكبد المشاركة في الدراسة، أن: "معرفة أي الجوانب المرتبطة ب MASLD تؤدي لنتائج أسوأ يساعد الأطباء على تحسين خطط العلاج وتقديم أفضل رعاية للمرضى". 4- أسلوب الحياة وعلاقته بالمرض ويرى الأطباء أن نمط الحياة العصري، الذي يعتمد على الوجبات السريعة الغنية بالدهون والسكريات والملح، وقلة النشاط البدني، من أبرز الأسباب التي تقود إلى تفاقم المرض وانتشاره. بحسب مؤسسة الكبد البريطانية، قد تصل نسبة المصابين بهذا المرض الصامت إلى 40% من السكان، وهو ما يثير قلقاً متزايداً حول مستقبل الصحة العامة، خاصة مع ارتفاع أعداد مرضى السكري وضغط الدم في المملكة المتحدة.