تزايد الجدل حول الدور الذى يلعبه رجال الأعمال فى المجتمع، فالعديد من منظمات المجتمع المدنى واتحادات العمال والحكومات وغيرهم يتطلعون إلى قيام رجال الأعمال بتقديم ليس فقط السلع والخدمات وفرص العمل، ولكن أيضًا القيام بالتنمية الاجتماعية، وتصحيح إخفاقات الحكومات، أو القيام بما لم تستطع تلك الحكومات القيام به واستجابة لتلك الدعوات نجد أن هناك 60 جمعية خيرية ترعى مصالح رجال الأعمال الكبار فى مصر، ويتلخص دورها فى تقديم المساعدات المادية والعينية للفقراء والمحتاجين ولا يوجد سوى رجل أعمال مصرى وحيد اضطلع للقيام بدوره التنويرى، حيث أنشأ "نجيب ساويرس" مسابقة ساويرس للأدب المصرى فى الرواية والقصة القصيرة. وعلى مستوى الوطن العربى فإن مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعرى تعتبر من أهم تلك المؤسسات التى قررت المساهمة بدور رعاية الشعر ودعمه باعتباره مكونا من مكونات الشخصية العربية، كما أن مؤسسة جائزة "محمد حسن فقى" للإبداع الشعرى من التجارب العربية الجديرة بالذكر أيضا، حيث تقدم المؤسسة جائزة مالية للإبداع الشعرى وتقوم بطبع الأعمال الفائزة على نفقتها الخاصة. والفكرة ليست وليدة عصر الانفتاح الرأسمالى وما خلفه، لكن لها جذورها فى التاريخ حيث كان التجار والصناع والخلفاء على علاقة وطيدة بالشعراء والأدباء والفنانين فى العصر العباسى الأول والثانى، يقدمون لهم الدعم والعطايا والهبات مما كان له أبلغ الأثر فى تقدم الأدب والشعر فى العصر الإسلامى الذهبى. كما أن عائلة "سفورزا" الإقطاعية الإيطالية كانت تدعم "ليناردو دافنشى" الذى دشن لهم واحدا من أضخم أعماله هو تمثال "فرانشسكو سفورزا" فى ديسمبر عام 1499 لكن دافنشى ترك العمل دون إكمال بعد أن اقتيدت العائلة على يد القوى العسكرية الفرنسية، وأصبح تمثاله الغير مكتمل هدفا لرماة الأسهم الفرنسيين. كل هذه الحقائق وأكثر هى التى دفعتنا لمعرفة الغرض من تفرد مؤسسة ساويرس بدعم الأدب المصرى فصرحت "سامية الإتربى" عضو مجلس أمناء المؤسسة لليوم السابع بأن الفكرة بدأت منذ خمس سنوات بالقصة القصيرة والرواية، ثم اتسعت الجائزة لتضم السيناريو ثم المسرح وقد ينضم إليهم الشعر فى السنوات المقبلة، كما نفت أن يكون للجائزة أى هدف دعائى أو ترويجى، فالجائزة اقتصرت على الأدب المصرى فقط من أجل رفع الذوق العام، خاصة فى ظل هذا العصر الذى شهد تدنى المستوى الفكرى والثقافى، كما أكدت أن عائلة ساويرس لا تتدخل فى نتائج المسابقة لأن القرار يخضع لمجلس الأمناء ولجان التحكيم التى تتغير كل عام وقالت "عائلة ساويرس تسمع نتائج المسابقة من صفوف الجماهير". وعلى صعيد آخر صرح المستشار معتصم راشد عضو مجلس أمناء "مؤسسة محمد فريد خميس التنموية والخيرية" أن المؤسسة ستعلن عن جائزة للإبداع فى صناعة النسيج تصل مجموع جوائزها إلى 150.000 جنيه، كما تقدم الدعم للطلاب المتفوقين علميا وتساعدهم ماديا على استكمال دراستهم وأضاف "نحن ندعم العلم وغيرنا يدعم الأدب". فى نفس السياق أكد الأستاذ مصطفى عزت، مدير مؤسسة أبو العينين الاجتماعية والثقافية" أن المؤسسة تدعم الطلاب المتفوقين علميا ونشاطيا، وخاصة طلاب جنوبالجيزة دائرة النائب محمد أبو العينين، وذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وتقدم لهم الدعم المادى والمعنوى "من خلال إقامة الحفلات التى يحضرها المسئولون وأضاف" نحن غير مقصرين فى دعم الأدب ولكننا نركز جهودنا فى دعم إبداعات التلاميذ ومن بينها "الأدب".