وسط أصوات الذكر والتواشيح التى تملأ أجواء مولد السيد زينب، وصيحات الأطفال الذين يركبون "المراجيح"، وقفت نادية عمر بين المارة تحتفل بمولد السيد زينب، ولكن على طريقتها الخاصة، فهى لم تذهب إلى حلقة ذكر، أو تذهب إلى مسجد السيد زينب لتلتمس منه بعض البركة أو حتى تجلس على أحد "الخدم" كغيرها من النساء اللاتى يجلسن بجوارها بل وقفت فى وسط الطريق، وهى ممسكة باستمارات حملة "تمرد" توزعها على المارة، وتدعوهم إلى توقيعها. نادية ذات الثلاثين عاما تركت ورائها ثلاثة أبناء وأتت إلى مولد السيدة زينب، بالرغم من عدم كونها عضو فى حركة "تمرد" أو أى حركة أو ائتلاف سياسى آخر، فهى تقوم بطباعة أوراق الحملة على حسابها الشخصى فتقول "أنا بشتغل لوحدى مفيش حد بيدينى فلوس على اللى أنا بعمله ده، أنا مصورة أكتر من 1000 ورقة من جيبى مش مهم الفلوس المهم ترجعلنا كرماتنا ونخلص من الهم اللى إحنا فيه" إلا أنها أصرت على جمع التوقيعات، فهى ترى أن الوضع أصبح لا يحتمل، وخاصة بعد الانقطاع المتكرر للكهرباء، ومشروع سد النهضة، والجنود المصريين الذين تم اختطافهم فتقول "أنا جيت علشان سحب الثقة من مرسى، وكلنا شايفين المهزلة اللى بتحصل دلوقتى فى مصر، وارتفاع الأسعار، وقطع المياه والنور، فى ناس كتيرة حاسة بنفس اللى إحنا حاسين بيه، والظلم واقع عليهم زينا". وقد اختارت نادية مولد السيدة زينب كمقر لتوزيع الاستمارات، بعد أن كانت توزع استماراتها بروض الفرج بسبب إقبال المواطنين على مولد السيد زينب من مختلف المحافظات، مما يوفر مؤيدين آخرين لحملة تمرد فى باقى المحافظات. وتضيف نادية أنها تعرضت إلى حادث سرقة من أحد الفلول كما تصفه، حيث قام بسرقة ورق التوقيعات منها، وإيهامها أنه من ضمن أفراد حملة تمرد، وأنه يساعدها فى جمع التوقيعات، إلا أنها فوجئت به وقد رحل ومعه أكثر من 1000 توقيع ظلت تجمع فيهم طوال اليوم. نادية التى لا تعرف اليأس، والتى قررت أن تشارك فى المولد ولكن بطريقتها الخاصة، قررت أن تطبع 1000 نسخة أخرى فتقول "ممكن يكون اتسرق 1000 توقيع منى، بس أنا متأكدة إنى خلال ساعتين كمان، هقدر أجمع زيهم وأكتر، وخصوصا أنه فى ناس كتيرة عاوزة تشارك معنا، وتملا استمارات الحملة وناس كتيرة مش عاجبها حال البلد، وخلاص جابت أخرها".